123

Letters and Fatwas of Abdul Aziz Al Sheikh

رسائل وفتاوى عبد العزيز آل الشيخ

Genres

وأفضل الأوقات للاعتكاف هو شهر رمضان وأفضل أيام الشهر ولياليه، هو العشر الأخيرة منه، وقد استقرت سنة النبي ﷺ على الاعتكاف في العشر الأخيرة من رمضان تحريا لليلة القدر، فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت أبا سعيد الخدري ﵁ قلت: هل سمعت رسول الله ﷺ يذكر ليلة القدر؟ قال: نعم، «اعتكفنا مع رسول الله ﷺ العشر الأوسط من رمضان، قال فخرجنا صبيحة عشرين. قال فخطبنا رسول الله ﷺ صبيحة عشرين، فقال: إني أريت ليلة القدر، وإني أنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر، فإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، ومن كان اعتكف مع رسول الله فليرجع، فرجع الناس إلى المسجد، وما نرى في السماء قزعة، قال: فجاءت سحابة، فمطرت وأقيمت الصلاة فسجد رسول الله ﷺ في الطين والماء، حتى رأيت الطين في أرنبته وجبهته (١)» . رواه البخاري.
ويشرع لمن أراد اعتكاف العشر أن يدخل معتكفه بعد صلاة الصبح من اليوم الحادي والعشرين؛ لحديث عائشة أم المؤمنين ﵂ في الصحيحين: «أن النبي ﷺ كان إذا صلى الصبح دخل معتكفه (٢)» متفق عليه.
وقد ذكر بعض العلماء أن المعتكف ينبغي له أن يبدأ في اعتكافه من غروب شمس يوم العشرين من رمضان؛ ليدرك ليلة إحدى وعشرين وهي إحدى الليالي الوتر التي يرجى فيها ليلة القدر، بل قد حصل ذلك في عهد النبي ﷺ فكانت ليلة القدر هي ليلة إحدى وعشرين، كما مر قريبا في حديث أبي سعيد الخدري.

(١) صحيح البخاري الاعتكاف (٢٠٣٦)، صحيح مسلم الصيام (١١٦٧)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٨٢)، مسند أحمد بن حنبل (٣/٧٤) .
(٢) صحيح البخاري الاعتكاف (٢٠٤٥)، صحيح مسلم الاعتكاف (١١٧٣)، سنن الترمذي الصوم (٧٩١)، سنن النسائي المساجد (٧٠٩)، سنن أبو داود الصوم (٢٤٦٤)، سنن ابن ماجه الصيام (١٧٧١)، مسند أحمد بن حنبل (٦/٨٤)، موطأ مالك الاعتكاف (٦٩٩) .

1 / 122