229

Les Subtilités des Connaissances sur Ce Qui Concerne les Fonctions des Saisons de l’Année

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

Chercheur

ياسين محمد السواس

Maison d'édition

دار ابن كثير

Numéro d'édition

الخامسة

Année de publication

1420 AH

Lieu d'édition

بيروت

Genres

Soufisme
وظائف شهر شعبان ويشتمل على مجالس: المجلس الأول في صيامه خرَّج الإمامُ أحمد (^١) والنسائي مِن حديث أسامَةَ بن زيد، قال: كان رسولُ الله ﷺ يَصُومُ الأيَّامَ يَسرُدُ حتى نقولَ لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ الأيَّامَ حتَّى لا يكادُ يَصُومُ، إلَّا يومين من الجمعة إن كانا في صيامِه، وإلا صامَهُمَا. ولَمْ يكُنْ يَصُومُ مِن الشهور ما يَصومُ من شعبانَ. فقلتُ: يا رسولَ الله، إنَّك تصومُ (^٢) لا تكادُ تُفطِرُ، وتُفطِرُ حتَّى لا تكادُ تَصومُ إلَّا يومين إن دخلا في صيامِكَ وإلا صمتَهُما. قال: أي يومين؟ قال: يومُ الاثنين، ويومُ الخميس. قال: ذانك يومانِ تُعرَضُ فيهما الأعمالُ على ربِّ العالمين، وأحِبُّ أن يُعرضَ عملي وأنا صائمٌ. قلْتُ: ولم أركَ تصومُ مِن الشهور ما تَصومُ مِن شعبانَ؟ قال: ذاك شهر يَغْفُلُ الناسُ عنه بينَ رجَبٍ ورمضانَ، وهو شهر تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين ﷿، فأحبُّ (^٣) أَن يُرفَعَ عَملِي وأنا صائم. قد تضمَّنَ هذا الحديثُ ذكرَ صيام رسولِ الله ﷺ من جميع السنة، وصيامَه من أيام الأسبوع، وصيامَهُ من شهورِ السنة. فأمَّا صيامُهُ من السنة فكان يَسْرُدُ الصَّومَ أحيانًا والفِطرَ أحيانًا، فيصومُ حتَّى يقالَ لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى يقالَ لا يَصُوم. وقد رَوَى ذلك أيضًا عائشةُ وابنُ عباس وأنسٌ وغيرُهم. ففي "الصحيحين" (^٤) عن عائشة

(^١) مسند الإمام أحمد ٥/ ٢٠١، والنسائي ٤/ ٢٠١ و٢٠٢ في الصيام: باب صوم النبي محمد ﷺ. (^٢) في ب، ط: "تصوم حتى لا تكاد". (^٣) في آ، ش، ع: "وأحب". (^٤) أخرجه البخاري رقم (١٩٦٩) في الصوم: باب صوم شعبان، ومسلم رقم (١١٥٦) في الصيام: باب صيام النبي ﷺ في غير مضان.

1 / 236