بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي رفع السماء بغير عماد، وقوى أطراف الأرض بالجبال والأوتاد، نحمده حمدا كثيرا على أن بسط لعباده المهاد، ونشكره شكرا جميلا أن زين البساط بالأحجار والأشجار نفعا للعباد، ونشهد أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، قسم الأرض على أقاليم، وفي كل إقليم كثر البلاد ، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد أهل الأمجاد.
أما بعد:
أيها الناس اشكروا الله على نعمائه كما أنعم عليكم بالأولاد والأحفاد، وأحرقوا بنار عشق المولى الأكباد، ولا توافقوا الأقران في كل شأن، فأنه ليس فيه مفاد وأطيعوا الله ورسوله واسلكوا سبل السداد، واجتهدوا في التجنب عن السخرة بالمسلمين وإيذاء المؤمنين غاية الإجتهاد. فقد قال الله:
{ياأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن}(1).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (حرام على المؤمن عرضه، عليه حرام أن يخرقه، ولحمه عليه حرام أن يأكله ويغتابه، ووجهه عليه حرام أن يلطمه)(2).
Page 62