معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه

Abdul Rahman Al-Ansari d. Unknown
57

معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه

معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه

Maison d'édition

مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Numéro d'édition

السنة الثامنة والعشرون-١٤١٧هـ

Année de publication

١٤١٨هـ

Genres

إِلَيْهِ، وليظهر ذَلِك فِي سيرك بِحَيْثُ تمشي مشْيَة الهادف الَّذِي ينْطَلق لقصده فِي بساطة وانطلاق١. فعلى الْآبَاء والمربين أَن يستفيدوا من هَذِه التوجيهات الربانية فِي إرشاد أبنائهم وتلاميذهم إِلَى كَيْفيَّة الْمَشْي الصَّحِيح على الطَّرِيق وَكَذَلِكَ تعليمهم آدَاب الطَّرِيق كَمَا حددها النَّبِي فِي أَحَادِيث كَثِيرَة وَمِنْهَا قَوْله: "إيَّاكُمْ٢ وَالْجُلُوس على الطرقات، فَقَالُوا: مَا لنا بُد٣ إِنَّمَا هِيَ مجالسنا نتحدث فِيهَا، فَقَالَ: فَإِذا أَبَيْتُم إِلَّا الْمجَالِس٤ فأعطوا الطَّرِيق حَقّهَا٥، قَالُوا: وَمَا حق الطَّرِيق؟ قَالَ: غض الْبَصَر٦، وكف الْأَذَى٧، ورد السَّلَام، وَأمر بِالْمَعْرُوفِ، وَنهي عَن الْمُنكر"٨. وَهَكَذَا يتأدب النشئ مُنْذُ نعومة أظفارهم بأخلاق الْإِسْلَام، فَتطهر نُفُوسهم وتسموا أَخْلَاقهم، وتتكامل شخصياتهم. د) آدَاب الحَدِيث: الحَدِيث مَعَ الآخرين فِي الْإِسْلَام لَهُ أُصُوله وآدابه، على الْمُسلم التقيد بهَا إرضاءً لله عزوجل وتجنبا لسخطه وعقابه، وَمن أجل هَذَا يبين لنا الرَّسُول فِي أَحَادِيث عدَّة خطورة اللِّسَان وَمَا يُؤَدِّي بِصَاحِبِهِ إِلَى الْوُقُوع فِي الْهَلَاك.

١ - سيد قطب: فِي ظلال الْقُرْآن ٥/٢٧٩٠. ٢ - إيَّاكُمْ: أحذركم. ٣ - بُد: غنى عَنهُ. ٤ - الْمجَالِس: الْجُلُوس فِي تِلْكَ الْمجَالِس. ٥ - حَقّهَا: مَا يَلِيق بهَا من آدَاب. ٦ - غض الْبَصَر: خفض النّظر عَمَّن يمر فِي الطَّرِيق من النِّسَاء وغيرهن مِمَّا يثير الْفِتْنَة. ٧ - كف الْأَذَى: عدم التَّعَرُّض لأحد بقول أَو فعل يتَأَذَّى مِنْهُ. ٨ - البُخَارِيّ: صَحِيح البُخَارِيّ، تَرْتِيب مصطفى البغا ٢/٨٧٠، بَاب أفنية الدّور وَالْجُلُوس فِيهَا وَالْجُلُوس على الصّعدات، رقم الحَدِيث (٢٣٣٣) .

1 / 481