Les Fondamentaux en médecine

Averroès d. 595 AH
31

Les Fondamentaux en médecine

الكليات في الطب

Genres

واما القوة المتخيلة والمفكرة والذاكرة والحافظة فانها وان لم تكن الية فلها مواضع خاصة بالدماغ فيها يظهر فعلها اما القوة المتخيلة ففي البطن المقدم من الدماغ وهذه القوة هي التي تحفظ صنم الشي بعد غيبوبته عن الحس واما القوة المفكرة فظهورها يكون في البطن الاوسط من الدماغ وبهذه القوة نزوي في المجهول حتى نستنبطه ولذلك لا توجد هذه القوة الا للانسان واما القوة الذاكرة والحافظة فموضعها موخر الدماغ ولا فرق بين الذاكرة والحافظة الا ان الذكر هو حفظ منقطع والفرق بين الذاكرة والحافظة وبين المتخيلة ان المتخيلة تحضر صنم الشي المحسوس بعد غيبية المحسوسات ولذلك لم تكن حسا والقوة الحافظة انما تحفظ معنى ذلك الصنم وكذلك الذاكرة انما تتذكر ذلك المعنى الذي للصنم ومن هنا يظهر انها اكثر روحانية من المتخيلة وينبغي الا يذهب علينا ان هذه القوى وان كان احدها يتم به فعلها هي هذه البطون من الدماغ انه انما وجودها بالحقيقة في القلب وان هذه المواضع انما هي لها بمنزلة الالات فكما ان القوة الباصرة انما تكون بالرطوبة الجليدية مع انها في القلب كذلك هذه القوى ومنفعة هذه المواضع في هذه القوى هي التعديل على ما قلناه في منفعة الدماغ في ساير الادراكات والسبيل التي بها يتبين هذا هي السبيل التي تقدمت وذلك ان هذه القوى انما تفعل بالحرارة الغريزية والحرارة الغريزية المقدرة انما تصل اليها من القلب فالقوة المقدرة ضرورة في القلب فهذه القوى اذا محلها القلب وايضا فان القوة المتخيلة كما قيل انما فعلها في الاثار الباقية من المحسوسات في الحس على ما تبين في كتاب النفس والحس المشترك قد تبين قبل ان محله القلب فالمتخيلة ضرورة محلها القلب وايضا فان المتخيلة هي المحركة للحيوان بتوسط النزوعية والنزوعية في القلب فالمتخيلة اذا في القلب وحيث المتخيلة فهناك ضرورة المفكرة فان الفكر انما هو تركيب الخيالات وفعلها وكذلك حيث تكون المتخيلة فثم الذاكرة والحافظة وليس يجب من كون اعتلال هذه القوى باعتلال هذه البطون من الدماغ ان يقال ان هذه القوى في الدماغ فقط كما انه ليس يلزم عن اعتلال البصر باعتلال الرطوبة الجليدية ان يقال ان قوة الابصار الرئيسية انما هي في الجليدية وقد تعتل هذه القوى باعتلال الحجاب وليس احد يظن انها في الحجاب ولما كانت هذه التجاويف من الدماغ انما وضعت اولا من اجل هذه القوى هيئت في امزجتها للفعل الموافق لهذه القوة فالروح الغريزي انما يكون اولا في البطنين المقدمين ومنه يسير الى البطنين الموخرين في المسلك الذي بينهما وللاحتياط والتقدير جعل في تلك المسافة اجسام تنفتح في وقت الحاجة لدخول الحار الغريزي منها ثم تنسد على ما ذكر في كتاب التشريح ولكون الدماغ جسما لينا رطبا وقي بعظم القحف وبالاغشية المحيطة به كم وقي القلب باضلاع الصدر وجعل هذا العظم مستديرا اذ كان هذا الشكل هو احكم الاشكال وذلك انه يحتوي على اكثر مما يحتوي عليه ساير الاشكال المساوية له وايضا فانه ابعد شي عن الافات وجعل الدماغ في ارفع موضع في الحيوان الكامل لمكان الحواس فان الحواس كما يقول جالينوس طلايع البدن ومن شان الطلايع ان يكون في المواضع المشرفة فقد قلنا في منافع عضو عضو من اعضاء بدن الانسان بحسب ما راينا انه كاف في غرضنا وقد بقي علينا ان نبين من الافعال الصحية النوم ما هو وباي عضو يكون فانه من الامور الضرورية في وجود الحيوان الذي شانه ان ينام والانسان هو احدها ولذلك كان اختلال هذا الفعل مما يهلك الحيوان وعند تمام القول في هذه القوة نختم هذه المقالة ونشرع /في القول في الامراض واسبابها واعراضها. فنقول اما ان النوم هو سكون الحواس وانصرافها عن الاتها الى داخل البدن فذلك من الامور الظاهرة بانفسها ولذلك تمر بها في تلك الحال المحسوسات فلا تحسها وايضا فقد يظهر ذلك ظهورا ابين فيمن ينام مفتوح العين فانه لو كانت هناك القوة المبصرة لما مر به شي الا راه وليس هذا العارض يعرض لنا في وقت النوم فقط بل قد يعرض عندما يفكر الانسان في شي ما ولذلك كثيرا ما تمر بنا في تلك الحال محسوسات كثيرة لا نحسها واذا كان جنس النوم انما هو انصراف الحواس الى باطن البدن وكانت الحواس انما يمكن فيها الحركة بحركة الجسم الذي هو الهيولي الخاصة بها وكان هذا الجسم قدتبين من امره انه الحار الغريزي فالنوم اذا ضرورة يكون بانصراف الحار الغريزي الى قعر البدن وقد يشهد لهذا ان ظاهر البدن يبرد عند النوم وايضا فان فعل الهضم يكون اتم عند النوم وذلك ان الحرارة الغريزية التي كانت تستعملها الطباع في ظاهر الجسم في الحس والحركة تنصرف حينئذ داخل الجسم الى انضاج الغذا والفعل فيه ولما كان ابعاث الحرارة الغريزية على ما قيل قبل الى ظاهر الجسم انما يكون من القلب فرجوعها ضرورة في وقت النوم انما هو الى القلب وذلك ان الموضع الذي منه تبتدي الحركة اليه تنتهي كالحال في رئيس الجيش فانه الذي اليه تنتهي الاخبار ومنه تبتدي واذ قد تبين من امر النوم انه سكون الحواس وتعطل فعلها لانصراف الحار الغريزي المحمولة فيه الى القلب فلننظر ما سبب هذا الانصراف فان هذا هو الذي يجري من تصور ما هو النوم مجرى الفصل الاخير فنقول ان انتشار الحار الغريزي انما يكون ضرورة يتزيد في كميته والتزيد في الكمية انما تفعله تزيد الحرارة فيه واما انقباضه فهو نقص في الكمية وذلك يكون ضرورة لغلبة البرودة والرطوبة عليه واذا كان هذا كما وصفنا فالنوم انما يعرض لنا عند برد الحار الغريزي الذي في القلب ورطوبته فاذا برد ورطب عاد الى ينبوعه ونقصت كميته ولما كانت منفعة الدماغ انما هو في ان يعدل حرارة القلب ويبسه وجب ضرورة ان يكون القلب انما يلقى اكثر ذلك هذا الفعل من الدماغ وذلك اذا افرط مزاجه في البرد ولكون هذا الفعل انما يكون ذلك عند وقت ورود الغذا عليه وايضا فمع هذا ان القلب اذا ورده الغذا ترطب وبرد ولكون هذا الفعل انما يوجد للقلب اكثر ذلك بتوسط الدماغ وكان من قل نومه نطلنا منه الدماغ بالاشياء المرطبة ظن كثير من الناس ان النوم انما هو فعل خاص بالدماغ وليس الامر كذلك ومن الدليل على ان النوم انما يكون بالبرودة والرطوبة ان الاغذية المنومة هي باردة رطبة كالخس وغير ذلك مما شانه ان ينوم والاشيا المسهدة هي الحارة اليابسة وانما صار الحيوان يصيبه النوم كثيرا اثر التعب لان الحيوان اذا تحرك واجهد نفسه في ذلك تبددت الحرارة الغريزية ونقصت كميتها فعادت ضرورة لمكان الاحتياط والتوفر الى مبديها كما يعتريها ذلك عند ورود الاشيا المفسدة عليها والمضادة ان تتراجع الى مبديها فان الجند متى دهمهم امر فانما يقرعون الى الرئيس ولذلك كان هذا العضو اخر عضو يبرد عند الموت وهذا الفعل هو من فعل الطبيعة المدبرة لابد ان الحيوان ولهذا كان النوم من ضرورة وجود الحيوان الكامل فانه لولا النوم لفسدت حواسه بكثرة الاستعمال واذا فسدت الحواس فسد الحيوان ولذلك تصفر وجوه الذين لا ينامون وتعتل افعالهم وبخاصة الغاذية وايضا فان استعمال الحواس مما يبرد الحرارة الغريزية بانتشارها واذا بردت عادت الى عمق البدن ونقصت كميتها وينبغي ان تعلم ان هذا الفعل وان كان انما يكون بمزاج ما في الحرارة الغريزية وهو/مزاج الرطوبة والبرودة فالفاعل بالحقيقة لذلك هي القوة المدبرة التي في القلب والحرارة التي بهذه الصفة هي التها ولذلك قد ينشا ها هنا موضع فحص وهو لاي قوة من قوى النفس ينسب هذا الفعل ويشبه ان يكون ذلك القوة الحسية اذ كانت هي التي تتوفر بهذا الفعل وتكمل افعالها وليس هو للغاذية بما هي غاذية فان النبات ليس له نوم اذ كان ليس له حس وهذه القوة هي من قوى الحس للحس المشترك وانما نسبنا هذا الفعل للقوة لانها احد ما يحفظ وجودها به وهذا هو القول في جميع الافعال الصحية بما هي صحية وبين من منافع هذه ما هو ضروري في وجود الحيوان وما ليس بضروري اما اعضاء القوة الغاذية وافعالها فضرورية في وجود الحيوان ما عدا المولدة وكذلك حاسة اللمس ولذلك كان تعطل هذه القوة موتا ضرورة وكذلك التنفس فعل ضروري ومن هنا يظهر ان الاشيا التي تجري من بدن الانسان مجرى الحافظة هو الهواء والماء والغذاء وانما تكون هذه الاشياء حافظة اذا كانت على المجرى الطبيعي ولما كان الهواء انما يكون على صورته الطبيعية بحفظ الشمس والاجرام السماوية له كانت الاسباب القصوى التي تجري من بدن الحيوان مجرى الحافظة له هي الاجرام السماوية وهذا الفعل انما يتم في الهواء بفعل الشمس فيه الفصول الاربع التي هي الربيع والصيف والخريف والشتا وذلك بسيرها في فلكها المايل ولذلك قد يجب على الطبيب ان يعرف ها هنا طبايع هذه الفصول اذ كانت هي احد ما به تتقوم الصحة فنقول اما الربيع فانه الزمان الذي تكون افعال القوة الغاذية فيه اتم فعلا وذلك انما يكون بانما به الحرارة الغريزية في ابدان الحيوان ولما كانت الحرارة الغريزية حارة رطبة قلنا في هذا الفصل ان مزاجه الحرارة والرطوبة فان النظر في مزاجه ها هنا انما هو بالمقايسة الى بدن الانسان والشبان اتم ما يوجدون افعالا في هذا الفصل ولذلك ان شيت فقل فيه انه الفصل المعتدل وذلك بمقايسته الى فعل الانسان واما الصيف فيظهر من امره ان الحر واليبس عليه لغلب وكذلك يظهر من امر الشتا ان البرودة والرطوبة عليه غالبة وهذا كله بالاضافة الى زمن الربيع واما مزاج الخريف فمن حيث انه متوسط بين الصيف والشتا قد كان يظن انه يلزم فيه ان يكون باعتدال الربيع ولكن الامر في ذلك بالعكس بل هو في غاية المضادة لزمن الربيع فانه الزمن الذي تهرم فيه القوى وتتشتت وذلك ظاهر من فعله ذلك في نبات وفي الحيوان ولذلك قيل ان البرد واليبس غالبان عليه الذي هو ضد الحرارة والرطوبة واما مزاجه في نفسه فانه وان كان غير مفرط في الحرارة فان اليبس غالب عليه وهو بالجملة متشتت الاجزاء ونسبة الشمس فيه الينا في القرب والبعد فانها وان كانت بعينها هي نسبتها في الربيع فبين النسبتين فرق عظيم لمكان الاستعداد وذلك ان في زمن الخريف قد تناهت فيه القوى وقد استولى اليبس على جميع الموجودات فيكون الاعتدال الموجود في الحرارة في ذلك الوقت لا غنا له في النشي واما الاعتدال الموجود في زمن الربيع فهو وارد على هيولي ملايمة للنشي وهي الرطوبة وهذه الفصول ليس لها حد معلوم في القصر والطول بل تختلف في البلاد وذلك بحسب عرضها واعدل البلاد هي البلاد التي يقصر فيها زمان الخريف ويطول فيها زمان الربيع وتلك هي البلاد التي في الاقليم الخامس وبخاصة ما كان منها قريبا من البحر والخريف في بلادنا هذه وهي بلاد الاندلس هو نحو من شهرين وهي في اول الاقليم الخامس وليس تحت معدل النهار زمان معتدل كما يزعم ذلك كثير من الناس وقد تبين ذلك فيما كتبناه في غير هذا الموضع ولا ايضا تفضيل من يفضل الاقليم الرابع على الخامس شي وجالينوس يرى ان اعدل المواضع هي بلاد يونان ومن هذا بلدة ابقراط ويقول ان هذه البلدة يكاد ان /يكون زمانها كلها ربيعا فقد تبين من هذا القول ما صحة عضو عضو من اعضاء الانسان بجميع اسبابه الاربعة التي هي المادة والصورة والحافظة والغاية وذلك ما قصدنا له من اول الامر كتاب المرض

Page 104