فصل:
وقد كان من مضى من الأئمة المجتهدين، بجميع علوم الاجتهاد قائمين، وبنشرها في الآفاق معتنين، وهم في ذلك متفاضلون.
فمنهم المحكم لعلم الكتاب، ومنهم القائم بأمر السنة ومنهم المتبحر في العربية، ومنهم المتقن لجودة استنباط الأحكام، وقل من اجتمع فيه القيام بجميع ذلك، فكان من أجمعهم وأقومهم به أمامنا أبو عبد الله القرشي المطلبي الشافعي ﵁، جمع الله تعالى له النسب الطاهر، والعلم الباهر، وكثرة المآثر، وجل الفاخر؛ فكان فيه من المناقب والفضائل، ما فرقه في كثير من الأئمة الأفاضل وشهد له بذلك من أهل كل فن سادة أماثل.
قال المزني: سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وحفظت "الموطأ" وأنا ابن عشر سنين. قال يونس بن عبد الأعلى: كان الشافعي إذ أخذ في التفسير كأنه شهد التزيل.
1 / 71