أيها السادة
لا ريب أن فيما سمعتموه الآن منجاة للوطن لو كان في الإمكان أن نثق بوعود الاستبداد. ما هذا الظلم الشائن؟ يستبيحون حرم هذا الهيكل والسلاح في أيديهم ليأمروكم أن ترضوا وأن تستعدوا ومن الآمر؟ ذاك الذي يدعي الوصاية عليكم ، يسن لكم شرائع الاستبداد القاسية في حين عليه أن يستمد منكم التشريع. منكم أي منا نحن اللابسين حلة الكهنوت السامي الذي لا يمس. 25 مليونا شاخصة إلينا بأبصارها وأفكارها منتظرة أن نقدم لها سعادة أكيدة تقوم على أساس مكين ثابت، ولكن ما لي أرى حرية اجتماعكم مقيدة والقوة المسلحة تحيط بالمجلس؟ أين هو العدو؟ هل كاتيلينا على الأبواب؟ وأطلب منكم إذن أن تحافظوا على عهودكم، ولا تفترقوا قبل أن تقيموا الدستور.
وكان نائب الملك حاضرا فلما رأى النواب لم يتفرقوا قال: «سمعتم يا سادة، إرادة الملك.» فصاح به ميرابو:
نعم سمعنا ما لقنوه الملك، أما أنت الذي لا يمكن أن يكون رسوله إلى المجلس، ولا ممثله بيننا أنت الذي لا صوت له هنا ولا مقام ولا حق بالكلام، لا يجوز لك أن تذكرنا خطابه. على أنه منعا للبس واجتنابا للتأخير أقول لك إن كنت مكلفا بإخراجنا من هنا فعليك بإحضار الأمر لاستعمال القوة. اذهب وقل لمولاك إننا هنا بقوة الشعب، ولا سبيل إلى إخراجنا إلا بقوة الحراب. (10) نابليون
من خطبة له بعد موقعة أوسترلتز
أيها الجند إني راض عنكم. لقد كنتم يوم أوسترلتز عند ظني فيكم، فخلعتم على ألويتكم حللا من المجد لا تبلى. في أقل من أربع ساعات حطمتم جيشا يربو على مائة ألف مقاتل بقيادة إمبراطورين. أربعون علما ومائة وعشرون مدفعا وعشرون قائدا وثلاثون ألفا من الأسرى تلك كان نتيجة ذلك اليوم المشهود.
لقد أصبح السلم قريبا، ولكني لا أريده إلا كما وعدتكم قبل عبوري الرين؛ أي سلما أكيدا يكون فيه الضمان لنا والمكافأة لحلفائنا.
أيها الجنود عندما وضع الشعب الفرنسي هذا التاج على رأسي كان جل اعتمادي عليكم لتحفظوا له مجده اللامع الذي بدونه لا قيمة له في نظري. أيها الجنود سأعيدكم إلى فرنسا بعد أن نحقق كل ما يكفل الهناء للوطن، فتكونوا موضع الإعجاب والإكرام، وتستقبلكم الأمة بسرور وافتخار، وحسبكم يومئذ أن يقول الواحد منكم لقد شهدت أوسترلتز؛ ليسمع من حوله: إنه لبطل.
ومن خطبته في فونتيلو
وداعا يا حرسي القديم، لقد مشيتم معي عشرين عاما في سبيل المجد والشرف، وما برحتم في السراء والضراء مثالا للشجاعة والأمانة، ومن كنتم حوله لا يئوب بالفشل، ولكن الحرب قد طالت وربما استعرت حرب أهلية لا تخرج فرنسا منها إلا أسوأ حالا؛ ولذلك أضحي بنفسي في سبيل الوطن.
Page inconnue