60

Pensées d'un Âne

خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار

Genres

فقالت إليزا: نعم، أنا أصدق ذلك.

فقال هنري: كيف تستطيع اللعبة أن تكتب؟!

فقالت إليزا: هي تكتب ليلا بريشة رفيعة جدا، ثم تخفي مذكراتها تحت سريرها.

فضحكت مادلين وقالت: لا تعتقدي شيئا من هذه الجهالات، فإنما هي سيدة من الكاتبات هي التي تكتب هذه المذكرات على لسان اللعبة، ولكي تجعل ما تكتبه فكاهيا مقبولا تظاهرت بأنها هي نفس اللعبة، وكتبت على لسانها كأن اللعبة هي التي تكتب.

فقالت إليزا: ألا تحسبين أن التي كتبت لم تكن هي حقيقة اللعبة؟

فقالت كاميل: كلا بكل تأكيد، وكيف تظنين أن اللعبة التي لا حياة فيها ولا روح لها، والتي هي مصنوعة من الخشب والجلد ومملوءة بالقش تستطيع أن ترى وتفكر وتسمع وتكتب؟

وانتهت هذه المحادثة فوصلنا إلى المنزل، وبادر الأطفال فتقدموا مسرعين إلى جدتهم التي كانت باقية في المنزل وحدثوها بكل ما صنعت في المولد، وكيف أنني أدهشت وأطربت كل من كان في ذلك المجتمع.

فقالت الجدة: حقيقة إن كديشون حمار عجيب! وتقدمت إلي تلاطفني، واستمرت تقول: لقد رأيت حميرا تفوق في الذكاء كثيرا من الحيوانات، ولكني لم أر منها مثل كديشون، ويجب الاعتراف بأن الإنسان ليس منصفا في حكمه على الحمير.

سمعت هذا فسررت والتفت نحوها، ونظرت إليها نظرة شكر واعتراف بالجميل.

وسمعتها تقول أيضا: ومن يدري لعله يفهم كلامي! ويا كديشون، تأكد أنني لا أبيعك ما دمت على قيد الحياة، وأنني سأعتني بك كل الاعتناء جزاء إدراكك وإحساسك بكل ما حولك.

Page inconnue