وحديث إلى أستاذنا توفيق الحكيم
لقد جاء في كلمة أستاذنا الأسبوعية التي نشرت السبت الماضي بعنوان مأساة العظماء، أن التاريخ يحاسب الزعيم، حتى ولو لم يكن مخطئا، ولكن يا سيدي الأستاذ اسمح لي أن أقول إن الزعيم المفرد هو المخطئ دائما، وأن في الشاهد الذي تفضلت فسقته الدليل على ذلك.
فقد قلت إن المخطئ في موقعة واترلو هو جوروشي وليس نابليون.
ولكن يا سيدي الأستاذ من الذي اختار جوروشي هذا؟ إن الذي اختاره هو نابليون، والذي يختار شخصا لمهمة عليه وحده أن يتحمل مسئوليته، فالتاريخ إذن يا سيدي لم يظلم حين ألصق التهمة بنابليون، فإنه هو صاحبها وليس غيره.
مصطفى محمود (بين الدين والعلم)
الأهرام - العدد 32683
4 يونيو 1976
يقوم الدكتور مصطفى محمود بدور مهم لأجيالنا من الشباب، فهو يفسر لهم دينهم بصور العلم الذي يتعلقون به، ويتوهمون أنه يسيطر على حياتهم، وأن سيطرته هذه تجعل الدين خرافة، ونوعا من الغيبية.
الإنسان بطبيعته يحب أن يؤمن؛ لأن الإيمان في ذاته ضرورة الحياة، ولقد رأينا الملحدين، فهم جازعون هالعون إن مستهم مصيبة عادوا إلى إيمان مفزع غير مطمئن.
ولقد وجد الدكتور مصطفى نفسه في النهج الذي انتهجه، ووجد الشباب فيه ضالتهم التي كانوا يتلمسون، فتوافق على يديه العلم الحديث والإيمان العميق، وقد توافرت عند الدكتور مصطفى كل الأدوات التي تمكنه من مخاطبة الشباب.
Page inconnue