بَاب إِعْلَام الله بِهِ مُوسَى ﵇
أخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول لما بلغ ولد معد بن عدنان أَرْبَعِينَ رجلا وَقَعُوا فِي عَسْكَر مُوسَى فانتبهوه فَدَعَا عَلَيْهِم مُوسَى فَأوحى الله إِلَيْهِ لَا تدع عَلَيْهِم فَإِن مِنْهُم النَّبِي الْأُمِّي النذير البشير وَمِنْهُم الْأمة المرحومة أمة مُحَمَّد الَّذين يرضون من الله باليسير من الرزق ويرضى الله مِنْهُم بِالْقَلِيلِ من الْعَمَل فيدخلهم الْجنَّة بقول لَا إِلَه إِلَّا الله نَبِيّهم مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب المتواضع فِي هَيئته الْمُجْتَمع لَهُ اللب فِي سُكُوته ينْطق بالحكمة وَيسْتَعْمل الْحلم
أخرجته من خير جيل من أمة قُرَيْش ثمَّ أخرجته صفوة من قُرَيْش فَهُوَ خير من خير إِلَى خير هُوَ وَأمته إِلَى خير يصيرون
بَاب ذكره فِي التَّوْرَاة والانجيل وَسَائِر كتب الله الْمنزلَة
قَالَ الله تَعَالَى ﴿الَّذين يتبعُون الرَّسُول النَّبِي الْأُمِّي الَّذِي يجدونه مَكْتُوبًا عِنْدهم فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل﴾ وَقَالَ تَعَالَى مُحَمَّد رَسُول الله وَالَّذين مَعَه أشداء على الْكفَّار رحماء بَينهم تراهم سجدا يَبْتَغُونَ فضلا من الله ورضوانا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من أثر السُّجُود ذَلِك مثلهم فِي التَّوْرَاة وَمثلهمْ فِي الْإِنْجِيل كزرع أخرج شطاه الْآيَة
وَأخرج البُخَارِيّ عَن عَطاء بن يسَار قَالَ لقِيت عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قلت أَخْبرنِي عَن صفة رَسُول الله ﷺ قَالَ أجل وَالله إِنَّه لموصوف فِي التَّوْرَاة بِبَعْض صفته فِي الْقُرْآن ﴿يَا أَيهَا النَّبِي إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا﴾ وحرزا للأميين أَنْت عَبدِي ورسولي سميتك المتَوَكل لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غليظ وَلَا
1 / 18