============================================================
استدراجا، وظهوره على الؤهبان، وأهل الصوامع المقيمين على الكفران، فقد قال إمام الحرمين(1) : إن فيه نظرا . قال : ولسنا نثبت لراهب كرامة، ولا حب ولا كرامة، نعم قد تظهر على يد فاسق انقاذا له مما هو فيه، ثم يتوب بعدها ويصير على أحسن حال، وينتقل إلى الهدى بعد الضلال، بدليل قصة أصحاب الكهف، فإنهم كانوا عبدة أوثان ثم حصل لهم ما حصل إرشادا وتذكرة(2) ثم ما ذكره الخصم من حديث اشتباه معجزة النبي بغيره إذا وافقت المعجزة الكرامة قد استبان الانفصال عنه.
قال السبكي (3): وأقول: معاذ الله أن يتحدى نبي بكرامة ظهرث على يد ولي! بل لابد أن يأتي النبي بما لا يوقعه الله على يد الولي، وإن جاز وقوغه فليس كل جائز في قضايا العقول واقعا، ولما كانث رتبة النبي أعلى وارفع من الولي كان الوليي ممنوعا مما يأتي به النبيي على وجه الإعجاز والتحدي أدبا معه، ثم أقول: حديث الاشتباه والانسداد على بطلانه إنما يقع البحث فيه حيث لم ثختم الثبوة، أما بعد خاتم النبيين المثبتة نبؤته بأوضح البراهين وإخباره بأنه لا نبي بعده، فقد أمن الاشتباء، فلو صح ما ذكروه لكان في أولياء الأمم.
الماضية لا في أولياء هذه الأمة لأمنهم وتيئنهم أنه لا نبي بعد نبيهم، هذا لو صح ومعاذ الله أن يتوهم عاقل صحة ثرهاتهم التي منها أنه لو كان للكرامات أصل كان اؤلى الناس بها أهل الضذر الأول، وهم صفوة الإسلام وقادة الأنام، والمفضلون على الخليقة بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولم يؤثر عنهم كان جيد الاستنباط، سريع الجواب، وجهه عضد الدولة سفيرا عنه إلى ملك الروم، نجرت له في القسطنطينية مناظرات مع علماء النصرانية بين يدي ملكها، من كتبه "إعجاز القرآن"، و"الإنعاف". الأعلام (1) عبد الملك بن عبد الله بن يوسف، أبو المعالي، ركن الدين الملئب بإمام الحرمين (478419 ها، أعلم المتأخرين، من أصحاب الشافعي، جاور بمكة أربع سنوات، وافتى ودرس بالمدينة، بنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية بنيسابور فدرس بها، وكان يحضر دروسه أكابر العلماء . له مؤلفات كثيرة. انظر الأعلام 160/4 .
(2) في (ا) : تبصرة.
(3) طبقات الشافعية الكبرى 320/2.
Page 9