Découverte de la tristesse
كشف الغمة
يتحدثون بما قال.
وفي التوراة ما حكاه لي بعض اليهود ورأيته أنا في توراة معربة وقد نقله الرواة أيضا: «إسماعيل قبلت صلاته وباركت فيه وأنميته وكثرت عدده بمادماد، معناه بمحمد، وعدد حروفه اثنان وتسعون حرفا سأخرج اثنى عشر إماما ملكا من نسله وأعطيه قوما كثير العدد، وأول هذا الفصل بالعبري لاشموعيل شمعيثو خو [1]».
ولما سافر أبو طالب إلى الشام قال: يا عم إلى من تكلني ولا أب لي ولا أم؟ فرق له فقال: والله لأخرجنك معي ولا تفارقني أبدا، ولما وصل معه إلى بصرى رآه بحيراء الراهب عن بعد والغمامة تظلله، فصنع لقريش طعاما ودعاهم ولم يكن له عادة بذلك، فحضروه وتأخر (صلى الله عليه وآله وسلم) لصغر سنه، فقال: هل بقي منكم أحد؟ فقالوا: نعم صبي صغير. فقال: اريده، فلما أكلوا وانصرفوا خلا به وبعمه وقال: يا غلام أسألك باللات والعزى- لأنه سمعهم يحلفون بهما- فقال: لا تسألني بهما فو الله ما أبغضت شيئا كبغضي لهما، فسأله عن أشياء عن حاله ويقظته ومنامه واموره، فأخبره بما وافق ما عنده من صفته، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على الصفة التي يعرفها، فقال لأبي طالب: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني؟ قال: ليس ابنك وما يكون أبوه حيا، قال: ابن أخي، قال: وما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به [2]. قال: صدقت، ارجع بابن أخيك واحفظه من اليهود، فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت منه ليبغنه شرا، فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كائن له شأن، ولما عاد به عمه تبعه جماعة من أهل الكتاب يبغون قتله فردهم بحيراء، وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره، وقال أبو طالب رضي الله عنه في ذلك:
إن ابن آمنة النبي محمدا
عندي بمثل منازل الأولاد
يذكر فيها حال بحيرا ورد من رده من اليهود عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبشارة سيف بن ذي يزن [3] جده عبد المطلب به وتعريفه إياه حاله حين قدم عليه يهنيه بعود الملك
Page 45