Découverte de la tristesse
كشف الغمة
وروى ابن خالويه في كتاب الآل أن آمنة بنت وهب أم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رأت في منامها أنه يقال لها إنك قد حملت بخير البرية وسيد العالمين، فإذا ولدته فسميه محمدا فإن اسمه في التوراة حامد، وفي الإنجيل أحمد، وعلقي عليه هذه التميمة [1]، قالت: فانتبهت [2] وعند رأسي صحيفة من ذهب مكتوب فيها: «اعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وكل خلق مارد، من قائم وقاعد، عن القبيل [3] عاند، على الفساد جاهد، يأخذ بالمراصد، من طريق الموارد، أنهاهم عنه بالله الأعلى، وأحوطه باليد العليا، والكف التي لا ترى، يد الله فوق أيديهم، وحجاب الله دون عاديتهم ، لا يطوره ولا يضره في مقعد ولا مقام، ولا مسير ولا منام، أول وآخر الأيام».
وارتجس [4] ايوان كسرى يوم ولادته ورجت [5] السماء وسقطت منه أربع عشرة شرفة [6]، وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك منذ ألف سنة، وغاضت بحيرة ساوة [7]، ورؤيا المؤبذان [8]، وإنفاذ عمرو بن بقيلة إلى شق وسطيح الكاهنين وإخبار هما بقرب أيامه له وظهوره قصة مشهورة قد نقلها الرواة وتداولها الأخباريون، ورأى بعض اليهود في ليلة ولادته (صلى الله عليه وآله وسلم) النجوم وانقضاضها، فقال: في هذه الليلة ولد نبي فإنا نجد في كتبنا أن الشياطين تمنع من استراق السمع وترجم بالنجوم لذلك، وسأل هل ولد في هذه الليلة لأحد؟ فقيل: نعم لعبد الله بن عبد المطلب، فقال: أرونيه، فاخرج إليه في قماطه فرأى عينيه وكشف عن كتفيه فرأى شامة سوداء وعليها شعرات، فوقع إلى الأرض مغشيا عليه، فتعجبت منه قريش وضحكوا، فقال: أتضحكون؟! هذا نبي السيف وليبيرنكم [9]، وقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى الأبد، فتفرقوا
Page 44