298

فقدم عمرو على النبي، فأخبره الخبر، فقال: هذا عمل أبي براء، وقد كنت لهذا كارها متخوفا، وبلغ أبا براء ما أصاب أصحاب النبى، فشق عليه إخفار عامر له، وما أصاب أصحاب الرسول بسببه وجواره. وكان في من أصيب عامر بن فهيرة.

ويروى أن عامر بن الطفيل لما قتله، رآه رفع بين السماء والأرض، ثم إن أبا براء علا عامر بن الطفيل بسيفه، فقتله، وأسلم بعد ذلك، وقاتل المشركين، ميى قت

وقنت رسول الله شهرا فى صلاة الصبح، يدعو على (بني) سليم، وبني رعل، وذكوان، وبنى لحيان، ولم يقنت بعد ذلك، ولم يمت على القنوت. وروي عنه أنه قال: إن صلاتنا هذه، لا يصلح فيها كلام الآدميين، والقنوت إنما هو دعاء من كلام الادميين.

وإن صح أن النبى قنت في صلاة، فالسنة تنسخ بعضها بعضا، كما أن الكتاب ينسخ بعضه بعضا. وقد تنسخ السنة الكتاب، وينسخ الكتاب السنة، وعند أصحابنا لا يجوز القنوت في الصلاة، ولا تجوز الصلاة خلف من يقنت، إذا علم منه ذلك.

وفي هذه السنة، كانت سرية الرجيع، في هذا الشهر، أعني صفرا، وسببها أن كفار قريش بعثوا للنبى: إنا قد أسلمنا، فأبعث إلينا نفرا من أصحابك، يعلموننا احكام الإسلام، وكان ذلك مكرا منهم. فبعث إليهم خبيب بن عدي، ومرثد

Page 367