فعلى الشرك أحزاب الضلالة بعدما ... تغشاهم الإذلال والعار والوزر
وقامت نواعي الرفض يندبن أهله ... بحرقة قلب فيه من فقدهم جمر
إلى أن قال:
فمن مبلغ عني العداة رسالة ... أنيبوا فما يؤيكم السهل والوعر
أتيتم إلينا رائمين قطيعة ... فحل بكم بأس وعاجلكم جزر
ورمتم ذرى السمحا وجب سنامها ... وهدم دعامات عليها رسى قصر
وناويتم الإسلام والله دونه ... وأحزابه والسمر والبيض والبتر
إلى أن قال:
ألم يأن أن تأووا إلى معقل الهدى ... فقد جاءت الآيات واستتبع النذر
تبين نهج الحق والرشد للورى ... فليس لمن ينحو سبيل الردى عذر
وقامت على الدين القويم شواهد ... يقصر عن تعدادها الضبط والحصر
فآياته محفوظة عن معارض ... وراياته لا يستطاع لها كسر
يشيعها التسديد حيث تيممت ... ويتبعها التأبيد والنصر والقهر
تشعشع من خمسين عامًا ضياؤه ... ولم تبق أرض ليس فيها له ذكر
سقى قبر من إحياء شؤبوب رحمة ... وعم سحاب العفو من ضمه القبر
فقد جاءنا يدعو إلى الدين بعدما ... عفى رسمه والأرض من نوره قفر
فجادله الأحبار فيما أتي به ... من الحق والبرهان يكشفه السبر
ونوظر حتى ألزم الخصم عجزه ... وصار إليه الفلج والورد والصدر
فعودي بغيًا واهتضامًا ونصرة ... لملة آباء عليها مضى العمر
وهموا بما لم يدركوا من وقيعة ... فما ناله مما أرادوا به ضر
نفته العدا لما جفته أقارب ... فآواه بل ساواه من خصه البر
فجاهد حتى أطلع الله بدره ... بآل سعود حين شدوا له الأزر
فهم أنجم للمهتدين وصارم ... شباه بهام المعتدين له طر
لقد أحرزوا خصل الثناء وأبرزوا ... من الدين مطويًا فلاح له نشر
في أبيات لا نطيل بذكرها.
1 / 33