كان به من نشأة اللطف نشوة ... ترنح منها العطف واستحكم السكر
وغنت بروضات السرور بلابل ... يرجعن الحانا يهش لها الصخر
فاصل التهاني دانيات قطوفه ... وفرع المنى غض وأوراقه خضر
ونادى مناد الحلق بالخلق معلنا ... وإلا فليجل الحمد وليعظم الشكر
فما قلب ذي ظهر بفيفا أضله ... وفاجاه عند التوى ذلك الظهر
أذيق العدى كاس الردى فسما الهدى ... وشلت يمين الشرك وانقصم الظهر
وفلت جنود المعتدين ومزقت ... وزال ظلام الشرك وانمحق النكر
فمن حامد منا ومثن وساجد ... لمولاه شكرًا بعدما انكشف الأمر
لقد أقبلوا والأرض ترجف منهمو ... وقد أدبروا يقفوهم الذل والصغر
وساروا بأسباب المكائد والردى ... إلينا فما أغناهم الكيد والجر
وقد زاغت الأبصار واختنك الفضا ... علينا كان الأرض مما بنا شبر
فآبوا وقد خابوا وما أركوا المنى ... وبادوا وما سادوا وعقباهم الخسر
جنود فساد وابتداع وفتنة ... يقودهم الإضلال والبغي والفجر
يريدون أن يطفو مصابيح نوره ... ويخفوا قويمًا لا يرام له ستر
أبى الله أن يسمى الضلال على الهدى ... ويطمس أعلام الحنيفية الكفر
وتعلوا البواغي والطواغي وحزبها ... على عصبة في الدين شرعهم الذكر
وينسخ آيات الكتاب وحكمه ... لحون الغنا والعود والطبل والزمر
لقد فل عضب الشرك بل ثل عرشه ... وسل حسام الدين واندرس الشر
وحالت مغانيه واقوت ربوعه ... وزالت مبانيه فساحاته صفر
كأن لم تكن فيه الملاهي مرنة ... ولم يجتمع للهو في ساحة سمر
1 / 32