Anciens et Modernes : études, critiques et discussions
جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات
Genres
هو شاعر غنائي رومنتيكي يقول الشعر في حاجات قلبه ونفسه، عربي جلود، محافظ لا يريد الخروج بالشعر العربي عن طريقه المثلى: الصراحة، الوضوح، الموسيقى، لا يتغنى بوصف الطبيعة، ولكنه يهيم بسيدها الذي خلقه الله في أحسن تقويم، على صورته ومثاله.
والحرمان عند الأمير موجود حقا، فهو إذا لم يجد من يحرمه حرم هو نفسه، والمحروم وحارم نفسه سيان في الحرمان، لا يضحي بالعزة والكرامة في سبيل حب أي كان، وقد تكون مصيبته أنه يبتلى بمن لا يرخص لنفسه الانحدار إليه؛ ولذلك يصح فيه قول الشاعر:
أرى ماء وبي عطش شديد
ولكن لا سبيل إلى الورود
الحبل والدلو موجودان، ولكن الشمم العربي وإباء الإمارة يصيحان به: لا.
ولهذا لا نسمع إلا ترانيم عذبة هي صدى طبيعي لأغوار نفس يسدها حب الجمال، أو تنهدة نفس متألمة لا أدري من ماذا.
إن ما سماه شاعر الأمراء حرمانا هو ما يسميه علماء اليوم كبتا، وهذا الحرمان أو الكبت يرهف حساسية الشعراء، فلا حرم الله الأمير هذا الحرمان.
أما ثقافة شاعرنا فعربية صرف، وما أحسبه استلهم غير الشعر العربي، فهو في قوله الذي أعجب الشاعر الأستاذ صلاح لبكي:
أرى الصبر أوشك أن ينفدا
وأوشكت في القرب أن أبعدا
Page inconnue