المعنى من نفر في اليوم الثاني من الأيام المعدودات فلا حرج عليه ومن تأخر إلى الثالث فلا إثم عليه أي كل ذلك مباح إذ كان من العرب من يذم المتعجل وبالعكس فنزلت الآية رافعة للجناح قلت وأهل مكة في التعجيل كغيرهم على الأصح ثم أمر سبحانه بالتقوى وذكر بالحشر والوقوف بين يديه وقوله تعالى ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا الآية قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق أظهر الإسلام ثم هرب فمر بقوم من المسلمين فأحرق لهم زرعا وقتل حمرا قال ع ما ثبت قط أن الأخنس أسلم قلت وفي ما قاله ع نظر ولا يلزم من عدم ثبوته عنده الا يثبت عند غيره وقد ذكر أحمد بن نصر الداودي في تفسيره إن هذه الآية نزلت في الأخنس ابن شريق انتهى وسيأتي للطبري نحوه وقال قتادة وجماعة نزلت هذه الآية في كل مبطن كفر أو نفاق أو كذب أو ضرار وهو يظهر بلسانه خلاف ذلك فهي عامة معنى ويشهد الله أي يقول الله يعلم أني أقول حقا والألد الشديد الخصومة الذي يلوي الحجيج في كل جانب فيشبه انحرافه المشي في لديدي الوادي وعنه صلى الله عليه وسلم أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم وتولى وسعى يحتمل معنيين أحدهما أن يكونا فعل قلب فيجيء تولى بمعنى ضل وغضب وأنف في نفسه فسعى بحيلة وأدارته الدوائر على الإسلام نحا هذا المنحى في معنى الآية ابن جريج وغيره والمعنى الثاني أن يكونا فعل شخص فيجيء تولى بمعنى أدبر ونهض وسعى أي بقدميه فقطع الطريق وأفسدها نحا هذا المنحى ابن عباس وغيره وقوله تعالى ويهلك الحرث والنسل قال الطبري المراد الأخنس في إحراقه الزرع وقتله الحمر قال ع والظاهر أن الآية عبارة عن مبالغته في الإفساد ولا يحب الفساد معناه لا يحبه من أهل الصلاح أو لا يحبه دينا وإلا فلا يقع إلا ما يحب الله وقوعه والفساد واقع وهذا على ما ذهب إليه المتكلمون من أن الحب بمعنى الإرادة قال ع والحب له على الإرادة مزية إيثار إذ الحب من الله تعالى إنما هو لما حسن من جميع جهاته وقوله تعالى وإذا قيل له اتق الله الآية هذه صفة الكافر والمنافق الذاهب بنفسه زهوا ويحذر المؤمن أن يوقعه الحرج في نحو هذا وقد قال بعض العلماء كفى بالمرء إثما أن يقول له أخوه اتق الله فيقول له عليك نفسك مثلك يوصيني قلت قال أحمد بن نصر الداودي عن ابن مسعود من أكبر الذنب أن يقال للرجل اتق الله فيقول عليك نفسك أنت تأمرني انتهى والعزة هنا المنعة وشدة النفس أي اعتز في نفسه فأوقعته تلك العزة في الإثم ويحتمل المعنى أخذته العزة مع الإثم وحسبه أي كافيه والمهاد ما مهد الرجل لنفسه كأنه الفراش وقوله تعالى ومن الناس من يشرى نفسه الآية تتناول كل مجاهد في سبيل الله أو مستشهد في ذاته أو مغير منكر وقيل هذه الآية في شهداء غزوة الرجيع عاصم ابن ثابت وخبيب وأصحابهما وقال عكرمة وغيره هي في طائفة من المهاجرين وذكروا حديث صهيب ويشرى معناه يبيع ومنه وشروه بمثن بخس وحكى قوم أنه يقال شرى بمعنى اشترى ويحتاج إلى هذا من تأول الآية في صهيب لأنه اشترى نفسه بماله وقوله تعالى والله رؤوف بالعباد ترجية تقتضي الحض على امتثال ما وقع به المدح في الآية كما أن قوله سبحانه فحسبه جهنم تخويف يقتضي التحذير مما وقع به الذم في الآية ثم أمر تعالى المؤمنين بالدخول في السلم وهو الإسلام والمسالمة وقال ابن عباس نزلت في أهل الكتاب والألف واللام في الشيطان للجنس وعدو يقع للواحد والاثنين والجمع وقوله تعالى فإن زللتم من بعد ما جائتكم البينات الآية أصل الزلل في القدم ثم يستعمل في الاعتقادات والآراء وغير ذلك والمعنى ضللتم والبينات محمد صلى الله عليه وسلم وآياته ومعجزاته اذا كان الخطاب اولا لجماعة المؤمنين وإذا كان الخطاب لأهل الكتاب فالبينات ما ورد في شرائعهم من الإعلام بمحمد صلى الله عليه وسلم والتعريف به وعزيز صفة مقتضية انه قادر عليكم لا تعجزونه ولا تمتنعون منه وحكيم أي محكم فيما يعاقبكم به لزللكم وقوله تعالى هل ينظرون أي ينتظرون والمراد هؤلاء الذين يزلون والظلل جمع ظلة وهي ما اظل من فوق والمعنى يأتيهم حكم الله وأمره ونهيه وعقابه إياهم وذهب ابن جريج وغيره إلى أن هذا التوعد هو مما يقع في الدنيا وقال قوم بل هو توعد بيوم القيامة وقال قوم إلا أن يأتيهم الله وعيد بيوم القيامة واما الملائكة فالوعيد بإتيانهم عند الموت والغمام ارق السحاب واصفاه واحسنه وهو الذي ظلل به بنو اسراءيل وقال النقاش هو ضباب ابيض وقضي الأمر معناه وقع الجزاء وعذب اهل العصيان وقرأ معاذ بن جبل وقضاء الأمر والى الله ترجع الأمور هي راجعة اليه سبحانه قبل وبعد وإنما نبه بذكر ذلك في يوم القيامة على زوال ما كان منها الى الملوك في الدنيا وقوله سبحانه سل بني اسراءيل الآية معنى الآية توبيخهم على عنادهم بعد الآيات البينات والمراد بالآية كم جاءهم في امر محمد صلى الله عليه وسلم من ءاية معرفة به دالة عليه ونعمة الله لفظ عام لجميع أنعامه ولكن يقوى من حال النبي صلى الله عليه وسلم معهم أن المشار اليه هنا هو محمد صلى الله عليه وسلم فالمعنى ومن يبدل من بني إسراءيل صفة نعمة الله ثم جاء اللفظ منسحبا على كل مبدل نعمة لله ويدخل في اللفظ كفار قريش والتوراة ايضا نعمة على بني اسراءيل فبدلوها بالتحريف لها وجحد امر محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله شديد العقاب خبر يتضمن الوعيد وقوله تعالى زين للذين كفروا الحياة الدنيا الآية الاشارة الى كفار قريش لأنهم كانوا يعظمون حالهم من الدنيا ويغتبطون بها ويسخرون من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كبلال وصهيب وابن مسعود وغيرهم فذكر الله قبيح فعلهم ونبه على خفض منزلتهم بقوله والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة ومعنى الفوقية هنا في الدرجة والقدر ويحتمل ان يريد ان نعيم المتقين في الآخرة فوق نعيم هؤلاء الآن قلت وحكى الداودي عن قتادة فوقهم يوم القيامة قال فوقهم في الجنة انتهى ومهما ذكرت الداودى في هذا المختصر فانما اريد احمد بن نصر الفقيه المالكى ومن تفسيره انا انقل انتهى فان تشوفت نفسك ايها الأخ الى هذه الفوقية ونيل هذه الدرجة العلية فارفض دنياك الدنية وازهد فيها بالكلية لتسلم من كل آفة وبلية واقتد في ذلك بخير البرية قال عياض في شفاه فانظر رحمك الله سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وخلقه في المال تجده قد اوتي خزائن الارض وجبيت اليه الاخماس وهادته جماعة من الملوك فما استأثر بشيء من ذلك ولا امسك درهما منه بل صرفه مصارفه واغنى به غيره وقوى به المسلمين ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونه في نفقة عياله واقتصر من نفقته وملبسه على ما تدعوه ضرورته اليه وزهد فيما سواه فكان عليه السلام يلبس ما وجد فيلبس في الغالب الشملة والكساء الخشن والبرد الغليظ انتهى وقوله تعالى كان الناس امة واحدة الآية قال ابن عباس الناس القرون التي كانت بين آدم ونوح وهي عشرة كانوا على الحق حتى اختلفوا فبعث الله تعالى نوحا فمن بعده وقال ابن عباس ايضا كان الناس امة واحدة أي كفارا يريد في مدة نوح حين بعثه الله وقال ابي بن كعب وابن زيد المراد بالناس بنو ءادم حين اخرجهم الله نسما من ظهر ءادم أي كانوا على الفطرة وقيل غير هذا وكل من قدر الناس في الآية مؤمنين قدر في الكلام فاختلفوا وكل من قدرهم كفارا قدر كانت بعثة النبيين اليهم والأمة الجماعة على المقصد ويسمى الواحد امة اذا كان منفردا بمقصد ومبشرين معناه بالثواب على الطاعة ومنذرين بالعقاب والكتاب اسم الجنس والمعنى جميع الكتب وليحكم مسند إلى الكتاب في قول الجمهور والذين اوتوه ارباب العلم به وخصوا بالذكر تنبيها منه سبحانه على عظيم الشنعة والقبح والبينات الدلالات والحجج والبغي التعدي بالباطل وهدى معناه ارشد والمراد بالذين ءامنوا من ءامن بمحمد صلى الله عليه وسلم فقالت طائفة معنى الآية ان الامم كذب بعضهم كتاب بعض فهدى الله امة محمد صلى الله عليه وسلم للتصديق بجميعها وقالت طائفة ان الله سبحانه هدى المؤمنين للحق فيما اختلف فيه اهل الكتاب من قولهم ان إبراهيم كان يهوديا او نصرانيا قال زيد بن اسلم وكاختلافهم في يوم الجمعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا اليوم الذي اختلفوا فيه فهدانا الله له فلليهود غد وللنصارى بعد غد وفي صيامهم وجميع ما اختلفوا فيه قال الفراء وفي الكلام قلب واختاره الطبري قال وتقديره فهدى الله الذين ءامنوا للحق مما اختلفوا فيه ودعاه الى هذا التقدير خوف ان يحتمل اللفظ انهم اختلفوا في الحق فهدى الله المؤمنين لبعض ما اختلفوا فيه وعساه غير الحق في نفسه نحا الى هذا الطبري في حكايته عن الفراء قال ع وادعاء القلب على كتاب الله دون ضرورة تدفع الى ذلك عجز وسوء نظر وذلك ان الكلام يتخرج على وجهه ورصفه لان قوله فهدى يقتضى انهم اصابوا الحق وتم المعنى في قوله فيه وتبين بقوله من الحق جنس ما وقع الخلاف فيه وباذبه قال الزجاج معناه بعلمه ع والاذن هو العلم والتمكين فان اقترن بذلك امر صار اقوى من الاذن بمزية وقوله تعالى أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم الآية اكثر المفسرين انها نزلت في قصة الاحزاب حين حصروا المدينة وقالت فرقة نزلت تسلية للمهاجرين حين اصيبت اموالهم بعدهم وفيما نالهم من اذاية الكافرين لهم وخلوا معناه انقرضوا أي صاروا في خلاء من الأرض والبأساء في المال والضراء في البدن ومثل معناه شبه والزلزلة شدة التحريك تكون في الأشخاص والأحوال وقرأ نافع يقول بالرفع وقرأ الباقون بالنصب وحتى غاية مجردة تنصب الفعل بتقدير إلى أن وعلى قراءة نافع كأنها أقترن بها تسبيب فهي حرف ابتداء ترفع الفعل وأكثر المتأولين على أن الكلام إلى آخر الآية من قول الرسول والمؤمنين ويكون ذلك من قول الرسول على طلب استعجال النصر لا على شك ولا ارتياب والرسول اسم الجنس وقالت طائفة في الكلام تقديم وتأخير والتقدير حتى يقول الذين آمنوا متى نصر الله فيقول الرسول ألا أن نصر الله قريب فقدم الرسول في الرتبة لمكانته ثم قدم قول المؤمنين لأنه المتقدم في الزمان قال ع وهذا تحكم وحمل الكلام على وجهه غير متعذر ويحتمل أن يكون ألا إن نصر الله قريب إخبارا من الله تعالى مؤتنفا بعد تمام ذكر القول قوله تعالى يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير الآية السائلون هم المؤمنون والمعنى يسألونك ما هي الوجوه التي ينفقون فيها وما يصح أن تكون في موضع رفع على الابتداء وذا خبرها بمعنى الذي وينفقون صلة وفيه عائد على ذا تقديره ينفقونه ويصح أن تكون ماذا اسما واحدا مركبا في موضع نصب قال قوم هذه الآية في الزكاة المفروضة وعلى هذا نسخ منها الوالدان وقال السدي نزلت قبل فرض الزكاة ثم نسختها آية الزكاة المفروضة وقال ابن جريج وغيره هي ندب والزكاة غير هذا الإنفاق وعلى هذا لا نسخ فيها وما تفعلوا جزم بالشرط والجواب في الفاء وظاهر الآية الخبر وهي تتضمن الوعد بالمجازات وكتب معناه فرض واستمر الإجماع على إن الجهاد على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فرض كفاية وقوله تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا الآية قال قوم عسى من الله واجبة والمعنى عسى أن تكرهوا ما في الجهاد من المشقة وهو خير لكم في أنكم تغلبون وتظهرون وتغنمون وتوجرون ومن مات مات شهيدا وعسى أن تحبوا الدعة وترك القتال وهو شر لكم في أنكم تغلبون وتذلون ويذهب أمركم قال ص قوله وعسى أن تحبوا شيئا عسى هنا للترجي ومجيئها له كثير في كلام العرب قالوا وكل عسى في القرآن للتحقيق يعنون به الوقوع إلا قوله تعالى عسى ربه إن طلقكن انتهى وفي قوله تعالى والله يعلم الآية قوة أمر وقوله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام الآية نزلت في قصة عمرو بن الحضرمي وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية عليها عبد الله بن جحش الأسدي مقدمة من بدر الأولى فلقوا عمر بن الحضرمي ومعه عثمان بن عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل المخزوميان والحكم بن كيسان في آخر يوم من رجب على ما قله ابن إسحاق وقالوا إن تركناهم اليوم دخلوا الحرم فأزمعوا قتالهم فرمى واقد بن عبد الله عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله وأسر عثمان بن عبد الله والحكم وفر نوفل فأعجزهم وأستسهل المسلمون هذا في الشهر الحرام خوف فوتهم فقالت قريش محمد قد استحل الأشهر الحرم وعيروا بذلك وتوقف النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما أمرتكم بقتال في الأشهر الحرم فنزلت هذه الآية وقتال بدل اشتمال عند سيبويه وقال الفراء هو مخفوض بتقدير عن وقرىء به والشهر في الآية اسم الجنس وكانت العرب قد جعل الله لها الشهر الحرام قواما تعتدل عنده فكانت لا تسفك دما ولا تغير في الأشهر الحرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وروى جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يغزو فيها إلا أن يغزى فذلك قوله تعالى قل قتال فيه كبير وصد مبتدأ مقطوع مما قبله والخبر أكبر ومعنى الآية على قوم الجمهور أنكم يا كفار قريش تستعظمون علينا القتال في الشهر الحرام وما تفعلون أنتم من الصد عن سبيل الله لمن أراد الإسلام وكفركم بالله وإخراجكم أهل المسجد عنه كما فعلتم برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أكبر جرما عند الله قال الزهري ومجاهد وغيرهما قوله تعالى قل قتال فيه كبير منسوخ ص وسبيل الله دينه والمسجد قراءة الجمهور بالخفض قال المبرد وتبعه ابن عطية وغير هو معطوف على سبيل الله ورد بأنه حينئذ يكون متعلقا بصد أي وصد عن سبيل الله وعن المسجد الحرام فيلزم الفصل بين المصدر وهو صد وبين معموله وهو المسجد باجنبي وهو وكفر به ولا يجوز وقيل معطوف على ضمير به أي وكفر به وبالمسجد ورد بأن فيه عطفا على الضمير المجرور من غير إعادة الخافض ولا يجوز عند جمهور البصريين وأجازه الكوفيون ويونس وأبو الحسن والشلوبين والمختار جوازه لكثرته سماعا ومنه قراءة حمزة تساءلون به والأرحام أي وبالارحام وتأويلها على غيره بعيد يخرج الكلام عن فصاحته انتهى وقوله تعالى والفتنة أكبر من القتل المعنى عند جمهور المفسرين والفتنة التي كنتم تفتنون المسلمين عن دينهم حتى يهلكوا أشد اجتراما من قتلكم في الشهر الحرام وقيل المعنى والفتنة اشد من أن لو قتلوا ذلك المفتون وقوله تعالى ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا هو ابتداء خبر من الله تعالى وتحذير منه للمؤمنين وقوله تعالى ومن يرتدد أي يرجع عن الإسلام إلى الكفر عياذا بالله قالت طائفة من العلماء يستتاب المرتد ثلاثة أيام فإن تاب وإلا قتل وبه قال مالك وأحمد وأصحاب الرأي والشافعي في أحد قوليه وفي قول له يقتل دون استتابة وحبط العمل إذا انفسد في آخره فبطل وميراث المرتد عند مالك والشافعي في بيت مال المسلمين وقوله تعالى إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله الآية قال عروة بن الزبير وغيره لما عنف المسلمون عبد الله بن جحش وأصحابه شق ذلك عليهم فتلافاهم الله عز وجل بهذه الآية ثم هي باقية في كل من فعل ما ذكره الله عز وجل وهاجر الرجل إذا انتقل نقلة إقامة من موضع إلى موضع وقصد ترك الأول إيثارا للثاني وهي مفاعلة من هجر وجاهد مفاعلة من جهد إذا استخرج الجهد ويرجون معناه يطمعون ويستقربون والرجاء تنعم والرجاء أبدا معه خوف ولا بد كما أن الخوف معه رجاء ت والرجاء ما قارنه عمل وإلا فهو أمنية قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر الآية السائلون هم المؤمنون والخمر مأخوذ من خمر إذا ستر ومنه خمار المرأة والخمر ما واراك من شجر وغيره ومنه قول الشاعر ... ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما خمر الطريق ...
Page 168