L'Espion sur le Dictionnaire
الجاسوس على القاموس
Maison d'édition
مطبعة الجوائب
Lieu d'édition
قسطنطينية
Genres
لا تحتمل شيئا من التأويل والتعليل البتة وذلك انه كان من عادة اليهود اذا ملكوا عليهم ملكا ان تمسحه احبارهم بالدهن كما مسحوا شاول وداود وسليمن وغيرهم فكان يقال لمن فعل به ذلك مسيح الرب وهو مرادف للملك ولما كانت اليهود بعد انقراض دولتهم يترقبون مجئ مسيح أي ملك ليخلصهم مما صاروا اليه من الذل والهوان وظهر سيدنا عيسى عليه ورويت عنه المعجزات استبشروا به فآمن به من آمن واعتقدوا انه المسيح المخلص لهم ثم لما رأوه زاهدا فى الدنيا وسمعو منه ان ملكوته سماوى لا ارضى قالوا ان مسحته الهبة روحانية وهذا القول لم يقنع الذين كانوا يترقبون مسيحا دنياويا حقيقيا لا مجازيا ولذلك تقول اليهود الان ان عيسى لم يكن مسيحا وهو بالعبريانية مشيح وبالسريانية مشيحو وبالكلدانية مشيحا مشتق من مشح بمعنى مسح ويقال ان عادة مسح الملك بالدهن لم تزل مستعملة عند الجيش الى يومنا هذا فانهم يدعون ان ملوكهم من ذرية سيدنا سليمن ﵇ وقد بقوا محافظين على بعض سنن من سنن التوراة كالختان واباحة التسرى للملك وغير ذلك. الثانى ان المصنف نفسه الم بمعنى المسيح من مسحه بالدهن فانه قال بعد كلامه الاول والدجال لشؤمه او هو كسكين والقطعة من الفضة والعرق والصديق والدرهم الاطلس والمسموح بمثل الدهن وبالبركة والشؤم والكثير السياحة الخ فاى داع اذا لتأويل هذه اللفظة واظهار العجرفة والصلف فيها وكيف يصح اشتقاق المسيح من ساح الابان يقال انه سمى بالمصدر على حد قولهم رجل عدل ولا شئ ارك منه فان بين المصدر الاصلى والمصدر الميمى بونا بعيدا. الثالث ان الجوهرى والصغانى لم يحكيا ساح بمعنى ذهب فى الارض للعبادة وانما هو مطلق الذهاب واصله من ساح المآء وزاد الصغانى على ان قال وفى الحديث لا سياحة فى الاسلام اراد مفارقة الامصار والذهاب فى الارض فمن اين زاد المصنف معنى العبادة. الرابع ان الامامين المذكورين وصاحب المصباح وابن سيده والازهرى وغيرهم اوردوا المسيح من مسح لا من ساح ونص عبارة المحكم مسح فى الارض ومصح ذهب والمسيح عيسى بن مريم قيل سمى به لصدقه وقيل سمى به لانه كان سيارا فى الارض لا يستقر وقيل لانه كان يمسح بيده على العليل والاكمه والابرص فيبرئه باذن الله اه فهذه ثلثه معان فاين السبعة والاربعون على ان المصنف انما ذكر مسح بمعنى كذب وانما اشار الى كونه بمعنى صدق اشارة خفية بقوله والصديق فكان عليه ان يقول على مقتضى اصطلاحه كذب وصدق ضد فان كتب اللغة ليست الغازا. ومن ذلك قوله فى سقف السقف للبيت كالسقيف والسمآء واللحمى الطاويل المسترخى وبالتحريك طول فى انحنآء يوصف به النعام وغيره ومنه اسقف النصارى وسقفهم كاردن وقطرب وقفل لرئيس لهم فى الدين او الملك المتخاشع فى مشيته او العالم او فوق القسيس ودون المطران مع ان هذه اللفظة معربة عن اليونانية وقد
1 / 49