وكتب الرسول بولس: " مخلصنا يسوع المسيح، الذى بذل لأجلنا لكى يفدينا من كل إثم " تيطس 2: 13،14. لقد صور الرسول بولس التضحية الإلهية الجلى بهذه الكلمات الخالدة: " إذ كان فى صورة الله لم يحسب (المسيح) خلسة أن يكون معادلا لله. لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا فى شبه الناس. وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب " فيلبى 2: 6- 8. أجل، تنازل السيد فانتقل من أسمى علو إلى أدنى مرتبة، من كرسى المجد إلى خشبة العار، من القدرة اللامحدودة إلى التسليم التام، من السلطان المطلق إلى التواضع العميق من تسبيح الملائكة وتعبدهم له إلى تجديف البشر عليه وهزئهم به. يا لها تضحية عجيبة فائقة التصور! أجل، لقد كان الله مستعدا أن يدفع هذا الثمن الذى لا يستقصى فى سبيل خلاصنا. هكذا أراد أن يعلن محبته لنا ويتصل بنا عبر الهوة السحيقة التى أوجدتها الخطية، وعليه قال الرسول بولس : " فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا. البار من أجل الأئمة لكى يقربنا الله " بطرس 3: 18 " أ. ه. هذا الكلام العجيب المشحون بالنقائض هو محور الإيمان عند القوم. الله صلب الله، لكى يرضى الله... يرضى عن الخاطئين من بنى آدم، لو خبر الإنسان بأن قوما فى كوكب آخر يجمعون فى تدينهم هذه الغرائب لأنكر وجودهم، ومع ذلك فهم يعيشون معه على ظهر هذا الكوكب. وليس لنا من تعليق على قصة الأبوة والنبوة والفداء وروح القدس التى تلتقى كلها فى ذات واحدة إلا قول الله فى كتابه الكريم (بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم * ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل * لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير * قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ).
الإلحاد خرافة علمية:
Page 27