صفحة (217) وأما الحطيم فهو من الكعبةعلى قواعد إبراهيم. ذلك بنص النبي صلى الله عليه وسلم عليهما وهو سبعة أذرع
تركتها قريش لضيق النفقة والخشب. ولما حصل إسماعيل مع أمه هاجر هنالك عطش.
فقامت تطلب له الماء من ناحية الصفا والمروة مترددة بينهماوتعلوهما. إلى أن أنبع الله زمزم من تحت قدمه وهو طفل. فكان السعي بينهما.
وكان على الصفاء صنم على صورة رجل يقال له أساف. وعلى المروة صنم على صورة المرأة يقال لها نائلة.
وزعم أهل الكتاب الأول أنهما رجل وامرأة زنيا في الكعبة فمسخهما الله حجرين فوضعهما على الصفا والمروة ليعتبر بهما.فلما طالت المدة عبدا من دون الله وكانت الجاهلية يتسحون بهما في السعي.
ولما ظهر الإسلام وكسرت الأصنام كره المسلمون الطواف بينهما. ذلك كما مر في الأثر.
صفحة (218)
وإن المقام والحجر الأسود خرج بهما آدم من الجنة. واستودعا في زمان الطوفان في جبل أبي قيس.
فجعل الحجر في ركن الكعبة.وكان مقام إبراهيم ملتصقا بالكعبة. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى. فنزل:{ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}.
فحولوه وجعلوا بينه وبين الكعبة فسحة. كانوا يستقبلونه. وسمي منى منى لما يمنى فيه من الدماء.
أي يراق. وروى أن جبريل انطلق بإبراهيم يعلمه المناسك والمشاعر ويقول له:
هذا مكان كذا وهذا مكان كذا.وبلغ منى ناستقبله إبليس في الجمرة الأولى. فرماه بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة.
صفحة (219)
فطار فوقع على الثانية.فرماه كذلك.فوقع على الثالثة. فرماه كذلك.فرأي أنه لا يطيقه.
فذهب فانظلق جبريل بإبراهيم عليهما السلام حتى أتى به عرفات. فقال له عرفت.
فقال له نعم. فسميت عرفات. فسميت بها حتى أمسى. فازدلف إلى جمع. فسمي المزدلفة.
وكان ذلك أيضيا لنبينا صلى الله عليه وسلم مع جبريل. قال بعض: سمي جمعا لأنهم يجمعون المغرب والعشاء فيه.وقال بعض: لاجتماع آدم وحواء فيه حين أهبط.
Page 88