الكاتب: الشيخ محمد بن يوسف إطفيش التاريخ: 28-12-2004 12:02 : الفصل السادس عشرتسمية مكه
صفحة (214)
سميت مكة مكة لقله يائها.وبكة بذلك أيضا لأن العرب تقلب الميم باء وبالعكس
أو لأن الناس يتباكون فيها بتشديد الكاف. أي يزدحمون أو لأنها تبك أعناق الجبابرة. أي تدقها إذا قصدوها بسوء.وقيل: بكة البيت وما حوله من المطاف.ومكة الحرم كله. وسميت أم القرى لأن الأرض بسطت من تحتها.أو لأنها مطاف أول بيت وضع للناس.أو لأنها قبلة أهل القرى ومحجهم ومجتمعهم.وأعظم القرى شأنا.
وخلقها الله زبدة بيضاء على وجه الماء قبل السموات والأرض بألفي عام. وبسطت الأرض بعد ذلك من تحتها قبل بناء البيت. فإنه بنته الملائكة في الأرض.
صفحة (215)
ذلك كما مر كذا يقال. وقيل:إنها خلقت زبدة بيضاء مع أن هذا في البيت لأنها طرفا له ومجاورة له.والكعبة أول بيت وضع في الأرض للعبادة.قال الله سبحانه:{ وإن أول بيت وضع }الآية.وواضعها الله.وقيل: الملائكة. وقيل: إبراهيم.ثم هدم فبناه قوم من جرهم. ثم العمالقة.ثم قريش.ثم الحجاج. وقيل: بناه آدم فانطمس بالطوفان.
ثم إبراهيم. وقيل: كان في موضعه بيت يقال له الصراح تطوف به الملائكة.
صفحة (216)
وأمر أدم بالطواف فيه وحجه.ورفع في الطرفان إلى السماء الرابعة تطوف به الملائكة.
وهذا الإيهام ظاهر الآية. وقيل: المراد أنه أولى بالشرف لا بالزمان.وسئل صلى الله عليه وسلم عن أول بيت وضح الناس؟فقال: المسجد الحرام.ثم بيت المقدس.وسئل كم بينهما. فقال: أربعون سنة.والآيات البينات: المقام والحجر الأسود والحطيم وزمزم والصفا والمروة والمشاعر كلها.والحجر الأسود والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس نورهما.
ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب.ولما أقر بنو ادم بالعبودية لله كتب أقرارهم في رقاق لقمة الحجر
الأسود فهو أمين الله يشهد لمن وافاه.فانظر تفسيرها.ولا يقبل من الجمادات إلا الحجر الأسود والمصحف.
Page 87