يستفاد منها، مبينا الصحيح منها وغير الصحيح، ونحو ذلك.
وقد استغرق ذلك من صحيفة ٩٧ إلى ١٠٤.
* * *
وابن رجب مولع بتفصيل ما أجمله النووي:
ففي الحديث التاسع: ص ٢٥١ "مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوه … "
قال النووي: "رواه البخاري ومسلم".
وقال ابن رجب: هذا الحديث بهذا اللفظ خرجه مسلم وحده من رواية الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة.
وخرجاه من رواية أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال:
"دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ؛ إِنَّمَا أَهْلَكَ منْ كَانَ قَبْلكُمْ سُؤَالُهُمْ واخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهمْ فإِذَا نَهيْتُكُمْ عَنْ شَيءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأمْرٍ فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعتُم".
وخرجه مسلم من طريقين آخرين عن أبي هريرة بمعناه.
وفي رواية له ذكر سبب هذا الحديث .. إلخ ..
وساق الرواية، ثم سار في التتبع كما سار في الأحاديث الأخرى.
* * *
وهو حريص على بيان أصح الروايات في الطرق التي يوردها، كما يفعل الترمذي في كثير من أحاديث جامعه:
ففي الحديث السادس: يذكر حديث النعمان بن بشير: "الْحَلالُ بَيِّنٌ والْحَرَامُ بَيِّن .. " ويعقب على قول النووي: "رواه البخاري ومسلم" بقوله: "هذا الحديث صحيح متفق على صحته من رواية الشعبي، عن النعمان بن بشير، وفي ألفاظه بعض الزيادة والنقص. والمعنى واحد أو متقارب.
وقد روى عن النبي ﷺ حديث ابن عمر، وعمار بن ياسر، وجابر، وابن مسعود، وابن عباس. وحديث النعمان أصح أحاديث الباب".
وهو -وإن كان ينحو منحى الترمذي في هذا: إلا أنه ينقل منه، ولا يعتمد عليه ولئن كان هذا هو ما اشتهر عن منهج الترمذي في جامعه فإنه لم يزد في التعقيب على
1 / 18