220

Jamic

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

Genres

كذلك نظر الحرام وغض الأبصار عما لا يحل النظر إليه، وحفظ الفروج عما لا يسع ركوبه وفعله، والسمع والبصر والفؤاد والكلام بما لا يجوز التقول فيه بغير الحق، كل هذا واسع جهل معرفته، إذا أقر به في الجملة فإن هو نظر محرما أو فعل شيئا مما وصفنا مما لا يجوز له أو وقع به، لم يسعه ولم يعذر بذلك بعلم ولا بجهل؛ لأن الله حرم ذلك في كتابه، فقال في كتابه: {ولا تقولوا على الله إلا الحق}، {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، وقال: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}، وقال: {ولا تقف ما ليس لك به علم}، وقال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} ذلك أزكى لهن، وكل هذا مما لا يحل، فمن لم يعلمه ولم يركب شيئا من ذلك لم يأثم، فأما إن ركب لم يعذر بجهله ولا علمه إذا ركبه.

وكذلك الربا والتطفيف في الكيل، والبخس في الميزان، والغش في البيع، كل ذلك واسع لمن لم يعلم ذلك، لمن لم يركب في ذلك ما حرم الله عليه، فيأكل الربا أو يعامل بالربا أو يأكل السحت، ويبخس الناس أشياءهم، ويطفف في الكيل والوزن.

فإن فعل شيئا من ذلك، فأربى أو طفف أو بخس لم يعذر بركوب ذلك، ولم يسعه، وليس له أن يركب ما حرم الله عليه ورسوله في البيع، وقد حرم الله التطفيف في الكيل والبخس في الميزان.

Page 220