ونهى ويؤنس بها في كل حال وتصير بذلك كأمير العسكر وقائد الجيش الذي لا يتمكن من الاستخفاء عن أصحابه بحال وإن هذا لعجيب عند من فكر فيه، والحكم بالعصيان لله عز وجل والاطراح والاستخفاف بنواهيه غير مشكل على كل ذي عقل ومن اشتبه عليه ضلالها فهو يعد من الأموات هذا مع قول الله عز وجل: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) وعند كل ذي لب عرف الشرع ودان بالإسلام إن أزواج عثمان وبناته وبنات عمه من بني أمية الذين هم أمس رحما من عائشة لو كلفن ما تكلفن للقتال وإن كن عاصيات خارجات عن شريف الإسلام فما ظنك بالبعيدة نسبا النائية عنه عقلا ومذهبا المقرفة على قتله الساعية في دمه الداعية إلى خلعه المانعة عن نصرته وما الذي أحدثه بعد إنكارها عليه مما يوجب رجوعها عما كانت عليه معتقدة فهل تراه أحدث عملا صالحا بعد قتله أو أحياه الله لها فسألها نصرته أم أوحى الله إليها من باطن أمره ما كان مستورا عنها، كلا. لكن الأمر فيما قصدته من حرب أمير المؤمنين (ع) وتظاهرت عليه به من عداوته كان أظهر من أن تخفيه بالعلل والأباطيل وقد أجمع أهل النقل عنها على ما ذكرناه في باطن الأمر وأوضحناه في وجوه الحجاج وبيناه.
عائشة تبغض عليا:
فصل: فمن ذلك ما رواه كافة العلماء عنها إنها كانت تقول: لم يزل بيني وبين علي من التباعد ما يكون بين بنت الإحماء، وقالت في خبرها عن قصة الذين رموها بصفوان بن المعطل وما كان منها في غزوة بني المصطلق وهجر رسول الله لها وإعراضه عنها واستشارته في أسامة بن
Page 81