دخل ابن أم كلثوم وهو أعمى على النبي صلى الله عليه وآله فقال لها قبل دخوله ادخلي الخباء يا عائشة فاستتري به من هذا الرجل فقالت يا رسول الله إنه أعمى ولن يراني فقال صلى الله عليه وآله إن لم يراك فإنك ترينه (١).
وقال سبحانه فيما أدب به أصحاب نبيه: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/0/53" target="_blank" title="سورة الأحزاب: 53">﴿يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إنائه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما﴾</a> (2).
فبين الله عز اسمه أن خطاب المؤمنين من أصحابه لأزواج نبيه يؤذيه وإن الانبساط لهن يشق عليه ويؤلمه وصانهن لصيانته واحتراسه فنهى أن يأنس بهن أحد أو يسألهن متاعا إلا من وراء حجاب ونهى عن اللبث في بيته بعد نيل الحاجة من طعامه وغير ذلك لئلا يطول مقامهم فيه فتأنس أزواجه بهم أو يأنسون بكلامهن فكيف هذا يوافق لما فعلته المرأة من مخالطتها للقوم ومسافرتها معهم وإطالة النجوى لهم وكونها بمحمل من لا يحتشم في خطاب ولا كلام ولا أمر
Page 80