301

La beauté des lecteurs et la perfection de la récitation

جمال القراء وكمال الإقراء

Enquêteur

د. مروان العطيَّة - د. محسن خرابة

Maison d'édition

دار المأمون للتراث-دمشق

Édition

الأولى ١٤١٨ هـ

Année de publication

١٩٩٧ م

Lieu d'édition

بيروت

وقال العلماء: أول ما نسخ الصلاة إلى بيت المقدس.
وهذا يدل على أن المكيّ ليس فيه منسوخ؛ لأن البقرة مدنية، والنسخ إنما يكون في الأحكام، ولا نسخ في الأخبار؛ لأن خبر الله ﷿ حق لا يصح أن يكون على خلاف ما هوعليه.
وليس في الفاتحة ناسخ ولامنسوخ.
* * *
سورة البقرة
وقد عدّ قوم من المنسوخ آيات كثيرة ليس فيها أمر، ولا نهي، وإنما
هي أخبار، وذلك غلط نحو قوله ﷿: (وَمِماْ رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
زعموا أنها منسوخة بإيجاب الزكاة، وعدوا أيضًا من الأوامر
والنواهي جملة، فقالوا: هي منسوخة نحو قوله ﷿: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) .
وقوله ﷿: (وَلَا تَعْتَدُوْا إِن اللهَ لَا يُحِبَ الْمُعْتَدِين)
وذلك لا يصح، ومتى كان للخطاب طريق في
الحكم بأنه محكم كان أولى من حمله على أنه منسوخ نحو قوله ﷿:
(فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) .
فحملُ هذا على أنه محكم أَوْلى.
وأما قول عطاء في قوله ﷿: (وَلاَ تَقُوْلُوْا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا)
إنّه ناسخ لما كانوا عليه من قولهم في الجاهلية، والإسلام؟
"راعنا سمعك" أي فَرّغْه لنا، لما وجد اليهود بهذه الكلمة سبيلًا إلى

1 / 338