============================================================
ذلك. أين أنت من التوحيد يا مشرك؟! . أين أنت من الصفاء يا مكدر؟! أين أنت من الرضا يا متسخط؟!. أين أنت من الصبر يا شاكي إلى الخلق؟! هذا الذي أنت عليه ما هو دين من تقدم من الصالحين. إني أغار إذا سمعت واحدا يقول: الله، الله، وهو يرى غيره. يا ذاكرا اذكر الله عز وجل وأنت عنده، لا تذكره بلسانك وقلبك عند غيره. اهرب من الخلق إلى بابه، أخرج الدنيا والآخرة وما سواه من قلبك، ثم اذكره بلسان قلبك وسرك ومعناك، ثم بلسان (103/ب] ظاهرك. / ويحك كم تقول: الله أكبر وأنت تكذب، الخبز عندك أكبر. الأدم واللحم عندك أكبر. الغني الذي في جيرانك عندك اكبر حارث دربك ووالي محلتك عندك أكبر. سلطان بلدك عندك اكبر تخاف هؤلاء وترجوهم،، وتتملق هم، وتستر عنهم، ثيابك تسترك وتبارز ربك عز وجل بكل قبيحة؟ تعتمد عليهم في مهماتك، وتراهم في النفع والضر والعطاء والمنع. إن حاققتكم لفلستم من الدين ولا تكونوا، لا مسلمين، ولا مؤمنين.
البعد يستر والقرب يهتك، ولكن المقرب يطلع على الأشياء ويسترها، ولا يتكلم بشيء منها إلا غلبة. سبحان الستار على عباده، سبحان من يطلع (104/] خواصه من خلقه على أحوال عباده، ثم يأمرهم بالستر/ عليهم.
يا قوم: تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم، لا ترغبوا في شيء يفارقكم عن قريب. المؤمن لوقدر لزهد في طعامه وشرابه ولباسه وزوجته، لوقدر لنزع نفسه وطبعه وهواه من نفسه؛ حتى لا يطلب غير ربه عز وجل. أمسكوا ألسنتكم عن الكلام فيما لا يعنيكم. أكثروا من ذكر ربكم عز وجل، ولازموا بيوتكم، لا تخرجوا إلا عند الضرورة لشغل لا بد لكم منه(2)، أو حضور الجمعة والجماعة، ومجالس الذكر. من قدر منكم [أن] يعمل صنعته في بيته فليفعل.
(3) ولازموا بيوتكم لا تخرجوا إلا عند الضرورة لشغل لا بذ لكم منه: العبارة نقص من (1).
Page 118