============================================================
هو بظاهره وباطنه معه، لا يتحرك إلا له ولا يسكن إلا له، لا يتحرك إلا به، (80/ ب] ولا يسكن إلا به، فهو به ومنه وفيه، المؤمن تأتيه أقسامه ( تطرق بابه وهو نائم عنها، تأتيه وتقف في خدمته، وأنتم قد جعلتم كل شغلكم العذو خلف أقسامكم والحرص عليها، قد نسيتم الموت وما وراءه، وقد نسيتم الحق عز وجل، وتغييره وتبديله، وتركتموه وراء ظهوركم، قد أعرضتم عنه ووقفتم مع الدنيا والخلق والأسباب، الأكثرون منكم يعبدون الدنيا والدرهم، ويتركون عبادة الخالق والرازق، كل هذه الدواهي من نفوسكم، فعليكم بحبسها في سجن المجاهدات، و قطع موادها حتى تكون آمنيتها في كسرة يابسة، وجرعة من ماع، يصير هذا كله (1/86] شهوتها، إذا سمنتموها بأنواع الشهوات / اكلتكم، تصير كما قال بعضهم: (إذا سمنت كلبك اكلك) أي خير يرجى منها وقد قال الله عز وجل في حقها .... إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم رب (سورة يوسف .[53/12 يا قوم: تذكروا واذكروا، إنما يتذكر أولوا الآلباب، القوم هم أولوا الألباب.
عقلوا أمر الدنيا فزهدوا فيها، ثم عقلوا أمر الآخرة فدخلوا إليها حتى إذا أنبتت هم أشجارها، وجرت لهم آنهارها وتمكنوا منها يقظة ومناما جاعتهم محبة الحق عز وجل، فقاموا عنها، وسافروا عنها وخرجوا منها، وشدوا أوساط قلوبهم، وتوجهوا تحو باب ربهم عز وجل، فصاروا من الذين يريدون وجهه ولا يريدون (86/ب غيره، تبركوا بهؤلاء القوم، اقصدوهم، اخدموهم، تعرفوا( إليهم وتأدبوا في حهم. اللهم ارزقنا حسن الأدب معك ومع الصالحين من خلقك في جميع الأحوال، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار..
Page 100