============================================================
كل من يطلب صحبة الحق عز وجل مع وجود نفسه فهو في هوس وهذيان. من صح زهده وتوحيده ( لا يرى أيدي الخلق ووجودهم، لا يرى معطيا سوى الحق (34/ب] عز وجل، لا يرى متفضلا سواه. ما أحوجكم يا أهل الدنيا كلكم إلى سماع هذا الكلام، ما أحوجكم يا زهادا بالجهل إلى سماع هذا الكلام: الأكثر من المتزهدين المتعبدين عبيد الخلق، مشركين بهم. يا مخلصا أهرب من الشرك إلى باب ربك عز وجل، قف عنده، ولا تهرب من مجيء الآفات، إذا وقفت على بابه وجاءتك الآفات من خلقه فتعلق بالباب فإنها تدفع عنك بتوحيدك وهيبة صدقك. فإذا جاءتك الآفات فعليك بالثبات، وقراءة قوله عز وجل: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة...} [سورة إبراهيم 27/14] /(35/1] وقوله: ... فسيفيكهم الله وهو السميع العليم) [سورة البقرة 713/2] .
وقوله تعالى: أليس الله بكاف عبده. [سورة الزمر 36/39) وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ومن الاستغفار والتسبيح، وذكر الحق عز وجل، بالصدق يؤمن من جيش الآفات والنفس والهوى والشيطان. ما أكثر ما أعرفكم ولا تعرفون {ومن يهد الله فهو المهتد. [سورة الإسراء 97/17] ومن يمهد الله فما له من مضل...} [سورة الزمر 36/39]. ومن يضلل الله فلا هادي له [سورة الأعراف 186/7] . كان نبينا محمد صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم يحب هداية الضالين ويتمنى، فأوحى الله عز وجل اليه: إنك لا تمدي من أحببت ولكن الله يمدي من يشاء } [سورة القصص 56/28]. فحينئذ قال: "بعثت بالهداية وليس إلي من الهداية شيء"(64). فإغواء ابليس جعل سبب الضلالة، وليس) إليه من الضلالة شيء، اعتقاد المتبعين (35/ ب] لكتاب الله وسنة رسوله أن السيف لا يقطع بطبعه بل الله عز وجل يقطع به، وأن النار لا تحرق بطبعها بل الله المحرق بها، وأن الطعام لا يشبع بطبعه بل الله 14) لم نعثر عليه.
Page 49