فدا :
هذه المرة أصعد لغرضين: أسلب المغارة كنزها، وأحاسبها على قساوتها، ويح هنا!
زينة :
بالله لا تذهب مثقلا بالحنق، أتذكر ما نبهتني إليه: «على قدر التحفز يكون مدى القفز.»
فدا :
يزول الحنق ما دام الوجه إلى فوق.
زينة :
ويلي عليك! تذهب ولا يعينك نشيد. ماتت هنا. هل أستطيع أن أغرد عنها؟ لا، لا. أحبتك وهي تجور على نفسها: جمعت في عزمك الأصم ألطاف ثروتها الدفينة ولم تفطن لقدرها، أما أنا فعظمت ما أملك، فلما وهبته لك كنت لا أحب سوى نفسي فجرت عليك. كيف إذن أغرد؟ أخشى على المقاطع أن تكدرها آفة الأثرة عالقة بشفتي ... الآن تبينت الآفة. أجل، أصبحت عيني تلمح ما كان فاتها ... بعض ما فاتها ... ما أبطأ الظلمة حين تغادر مغاور النفس!
الإمام :
زينة! ما هذه الحماقة؟ ما هذا التجديف؟ النفس إشراق.
Page inconnue