Ittihafat
الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية
Chercheur
عبد القادر الأرناؤوط - طالب عواد
Maison d'édition
دار ابن كثير دمشق
Lieu d'édition
بيروت
Genres
Hadith
وإعظامُه، ومحبتُه، وأنه أهل أن يُطاع، ويذكر، فلا يُنسى، ويشكر، فلا يكفر، وأنه يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال، كما قال بعض السلف: وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله، وأن لحمي قُرِض بالمقاريض.
وكان عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز١ يقول لأبيه: وددت أنِّي غَلَت بي وبك القدور في الله تعالى. ومن لحظ هذا المقام والذي قبله هان عليه كل ما يلقى من الأذى في الله تعالى، وربما دعا لمن آذاه، كما قال ذلك النبي ﷺ لما ضربه قومه، فجعل يمسح الدم عن وجهه، ويقول: "رب اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون" وبكل حال فتبين الرفق في الإنكار. قال سفيان الثوري: لا يأمربالمعروف، ولا ينهى عن المنكرإلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر، ورفيق بما ينهى، عدل بما يأمر، عدل بما ينهى، عالم بما يأمر، عالم بما ينهى. وقال أحمد: الناس محتاجون إلى مداراةٍ ورفق، الأمر بالمعروف بلاغلظة إلا رجل معلن بالفسق، فلا حرمة له. قال: وكان أصحاب ابن مسعود إذا مروا بقوم يرون منهم ما يكرهون يقولون: مهلًا رحمكم الله! مهلا رحمكم الله! وقال أحمد: يأمر بالرفق، والخضوع، فإن أسمعوه ما يكره لا يغضب، فيكون يريد أن ينتصر لنفسه. وقد ذكر الحافظ المنذري في كتابه "الترغيب والترهيب" حديث الكتاب عن عائشة ﵄، عن النبي ﷺ قال: "يا أيها الناس! إن الله يقول لكم: مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا أجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم"٢ رواه ابن ماجه، وابن حبان في صحيحه.
١ عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز. أمير أموي عاش ملازمًا أباه، مات قبيل وفاته، وكان من أحب الناس إليه قال ابن عبد الحكم: أعان الله عمر بن عبد العزيز بثلاثة أحدهم ابنه عبد الملك، توفي ﵀ سنة "١٠١"هـ.
٢ رواه ابن حبان رقم "٢٩٠"، وابن ماجه رقم "٤٠٠٤"في الفتن من حديث عائشة ﵂. وإسناده ضعيف. وهو حديث حسن بشواهده.
١٣٧- "من آذى لي وليًا؛ فقد استحل محاربتي، وما تقرَّب إلى عبدي بمثل أداء الفرائض، وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبِّه، فإذا أحببته؛ كنت عينه التي يبصر بها، وأذنه التي يسمع بها، ورجله التي يمشي بها، وفؤاده الذي يعقل به، ولسانه الذي يتكلم به، إن سألني أعطيته، وإنْ
1 / 178