170

Le Don précieux concernant l'analyse grammaticale des mots difficiles des hadiths

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

Maison d'édition

دار ابن رجب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Genres

(٢٢٠ - ٣) وفي حديثه: "لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ القَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ أَنْ يُصِيبَكُمْ" (١): "أَنْ" هنا مفتوحة، وهي الناصبة للمضارع، وموضعها نصب على المفعول له؛ أي: مَخَافَةَ انْ يُصِيبكمْ. وقال قوم: تقديره: لئلا يصيبكم (٢). (٢٢١ - ٤) وفي حديثه: "إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ثَلَاثُونَ دَجَّالًا كَذَّابًا" (٣): كذا وقع في هذه الرِّواية "ثلاثون" بالرفع، والوجه "ثلاثين" بالنصب؛ لأنّ "إنّ" قد وليها الظرف، فيكون الظرف خبرها و"ثلاثين" اسمها؛ كقوله تعالى: ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا﴾ [المزمل: ١٢]. ووجه الرفع أن يكون اسم "إن" محذوفًا وهو ضمير الشأن؛ أي: "إنّه ... "، وتكون الجملة في موضع رفع خبر "إن". ونظير ذلك ما جاء في الحديث من قوله ﵇: "إنَّ لِكُلَّ نَبِيًّ حَوَارِيٌّ" (٤) بالرفع؛ أي: إنّه لكل نبي. (٢٢٢ - ٥) وفي حديثه: "يَا أَهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ لا مَوْت" (٥): بالرفع، وقد جاء في موضع آخر بالنصب، فالنصب على تقدير: اخلدوا خلودًا. والرفع على تقدير: [لكم] (٦) خلود أو هذا خلود (٧). وَ"لَا مَوْتٌ" يجوز بالفتح على

(١) صحيح: أخرجه البخاريّ (٤٤١٩)، ومسلم (٢٩٨٠)، وأحمد (٥٢٠٣). (٢) قال السيوطيّ ﵀: "صرح في رواية بقوله: "إنِّي أخشى أن يصيبكم"، وقال الطيبي: المعنى: لا تدخلوا مساكنهم في حال من الاحوال إِلَّا في حال كونكم باكين". "عقود الزبرجد" (١/ ١٧٤). (٣) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (٥٩٤٩) ولفظه: "ثلاثين كذابًا"، وفيه علي بن زيد، وهو ضعيف. إِلَّا أن الحديث صحيح؛ فقد أخرجه أبو داود (٤٣٣٤) من حديث أبي هريرة ﵁. (٤) صحيح: أخرجه البخاريّ (٦٥٤٤)، وأحمد (٥٩٥٧). (٥) صحيح: أخرجه أحمد (٥٩٥٧)، وفيه إبراهيم بن إسحاق بن عيسى، صدوق يغرب، والحديث أخرجه البخاريّ (٦٥٤٤) بلفظ: "يا أهل الجنَّة لا موت خلود". (٦) سقط في خ. (٧) قال الحافظ ﵀: "وضبط "خلود" في البخاريّ بالرفع والتّنوين، أي: هذا الحال مستمر، ويحتمل أن يكون جمع خالد، أي: أنتم خالدون في الجنَّة". "فتح الباري" (١١/ ٤٢٢).

1 / 171