169

Le Don précieux concernant l'analyse grammaticale des mots difficiles des hadiths

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

Maison d'édition

دار ابن رجب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Genres

"مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأتْبَعَهُ بِسِتًّ مِنْ شَوَالًّ" (١) أي: بأيامِ ستَّ ليالٍ. وأمّا قوله: "إِحْدَى وَعِشْرِينَ" ففي هذه الرِّواية "عشرين" بالنصب، والجيد أن يكون مرفوعًا. وفي حديث عبد اللَّه بن عمر: (٢١٨ - ١) " لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ" (٢)؛ الكسر أجود (٣)؛ لأنّه يحصل منه عموم استحقاقه لحمدك له سبحانه سواء لَبَّى أو لم يُلَبَّ، ويجوز الفتح على تقدير: لَبَّيْكَ لأنّ الحمد لك. وهذا ضعيف لوجهين: أحدهما: أن تعليل الحمد بالتلبية بالحمد - غير مناسب لخصوصها. والثّاني: أنّه يصير الحمد مقصورًا على التَّلبية. (٢١٩ - ٢) وفي حديثه: "مُهَل أَهْلِ المَدِينَةِ" (٤): هو بضم الميم (٥)، وهو مصدر بمعنى الإهلال؛ كالمُدخل والمُخرج بمعنى الإدخال والإخراج.

(١) صحيح: أخرجه مسلم (٧٥٩)، وأبو داود (٢٤٣٣)، وابن ماجه (١٧١٦)، والدارمي (١٧٥٤)، وأحمد (٢٣٠٢٢)، من حديث أبي أيوب الأنصاري ﵁. (٢) صحيح: أخرجه البخاريّ (١٥٤٩)، ومسلم (٢٤٣٣)، وأحمد (٥٩٨٥). (٣) قال الحافظ ﵀: "والكسر أجود عند الجمهور، وقال ثعلب: لأنّ من كسر جعل معناه: إن الحمد لك على كلّ حال، ومن فتح قال: معناه: لَبَّيْكَ لهذا السبب. وقال الخطابي: لهج العامة بالفتح وحكاه الزمخشري عن الشّافعيّ. قال ابن عبد البرّ: المعنى عندي واحد؛ لأنّ من فتح أراد: لَبَّيْكَ لأنّ الحمد لك على كلّ حال. وتعقب بأن التقييد ليس في الحمد، وإنّما هو في التَّلبية. قال ابن دقيق العيد: الكسر أجود؛ لأنّه يقتضي أن تكون الإجابة مطلقة غير معللة، وأن الحمد والنعمة لله على كلّ حال، والفتح يدلُّ على التعليل فكأنّه يقول: أجبتك لهذا السبب، والأول أعم فهو أكثر فائدة ... ". "فتح الباري" (٣/ ٤٧٨)، وانظر: "إصلاح غلط المحدثين" (ص ٦٥)، و"عقود الزبرجد" (١/ ١٧٦). (٤) صحيح: أخرجه البخاريّ (١٥٢٨)، ومسلم (١١٨٢): وأحمد (٤٤٤١). (٥) قال الحافظ ﵀: "وأصله رفع الصوت؛ لأنّهم كانوا يرفعون أصواتهم بالتلبية عند الإحرام، ثمّ أطلق على نفس الإحرام اتساعًا، قال ابن الجوزي: وإنّما يقوله بفتح الميم من لا يعرف ... ". "فتح الباري" (٣/ ٤٥٠).

1 / 170