. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
للاستواء أربعة معان، ذكرها الإمام ابن القيم ﵀ فقال:
فلهم عبارات عليها أربع قد حصلت للفارس الطعان وهي استقر، وقد علا، وكذلك ار
تفع الذي ما فيه من نكران وكذاك قد صعد الذي هو رابع وأبو عبيدة صاحب الشيباني يختار هذا القول في تفسيره أدرى من الجهمي بالقرآن
وفي اختيار معنى العلو لتفسير الاستواء، قال الإمام أبو حنيفة ﵀ ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ (طه:٥)، أي علا. انظر: غاية الأماني في الرد على النبهاني ١/٤٦٠.
وقال مجاهد: استوى: علا على العرش، وحكى أيضا عن أبي العالية تفسيره بمعنى ارتفع. انظر: صحيح البخاري ١٣/٤٠٣. كما ورد استعمالهم للألفاظ الأخرى، وكلما تؤدي إلى معنى العلو، كما حكى عن ابن عباس: استوى بمعنى استقر، وفسر أبو عبيدة: استوى بمعنى صعد. انظر: الإتقان للسيوطي ٢/٧٠٦.
فالله تعالى مستو على عرشه، بائن من خلقه، وعلمه معهم كما قال ابن أبي شيبة ﵀: " ... بل هو فوق العرش كما قال محيط بالعرش، متخلص من خلقه، بين منهم، علمه في خلقه لا يخرجون من علمه". العرش للحافظ محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي، المتوفى سنة ٢٩٧هـ، ص ٥.
وانظر في تقرير مذهب السلف: الرد على الجهمية للدارمي ص ١٣-٢٩، وإنما نفى القوم الاستواء وأولوه ليستقيم القول بالحلول لمن قال به منهم، والقول بأنه ليس في مكان لمن قال به. والله المستعان.
1 / 94