313

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Genres

ثم يأتى المنبر فيقف عنده ويدعو ويصلى؛ فقد روى أن الدعاء هنالك مستجاب.

ثم يأتى إلى الأسطوانة الحنانة التى احتضنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيحتضنها؛ لأنه السنة؛ لما روى أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يستند إلى جذع ويخطب، ثم اتخذ المنبر وكان يقوم عليه، فحنت التى كان يستند إليها حنينا سمعه أهل المسجد، فأتاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمسها فسكنت- وفى رواية أنس رضى الله عنه: احتضنها فسكنت- وقال: «لو لم أحتضنه- يعنى الجذع- لحن إلى يوم القيامة» (1).

واعلم أن هذا الجذع ليس له اليوم عين ولا أثر؛ فقد روى: أن أبى بن كعب- رضى الله عنه- أخذه لما غير المسجد وهدم فكان عنده فى بيته حتى بلى وأكلته الأرضة وعاد رفاة. ولكن اليوم فى موضعها أخرى تزار تبركا بها، وهذا تمام الزيارة وآخرها فى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

وليجتهد أن يبيت فى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويحيى ليلته فيه بقراءة القرآن وذكر الله تعالى، ويكثر من الاختلاف إلى القبر المطهر والحظيرة فى كل ساعة من ساعات الليل، ويدعو تارة سرا وتارة جهرا. ويدعو لمن أحب من إخوانه وأولاده فى دعائه، وليكن الزائر قوى الرجاء حسن الظن، ملاحظا لما لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند الله تعالى من عريض الجاه وعظيم الحرمة. متصورا لما جبل عليه الصلاة والسلام من الرأفة والرحمة والشفاعة.

***

Page 341