Préférence de la vérité sur la création en réponse aux différends
إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٩٨٧م
Lieu d'édition
بيروت
الشَّيْء لغيره من وَجه ومخالفته من وَجه آخر بِحَيْثُ يشْتَبه على بعض النَّاس إِنَّه هُوَ أَو هُوَ مثله وَلَيْسَ كَذَلِك والاحكام الْخَاص هُوَ الْفَصْل بَينهمَا بِحَيْثُ لَا يشْتَبه أَحدهمَا بِالْآخرِ يَعْنِي على من عرف ذَلِك الْفَصْل وَهَذَا التشابه الْخَاص إِنَّمَا يكون بِقدر مُشْتَرك بَين الشَّيْئَيْنِ مَعَ وجود الْفَاصِل بَينهمَا
ثمَّ من النَّاس من لَا يَهْتَدِي إِلَى ذَلِك الْفَاصِل فَيكون مشتبها عَلَيْهِ وَمِنْهُم من يَهْتَدِي لَهُ فَيكون محكما فِي حَقه فالتشابه حِينَئِذٍ يكون من الامور الاضافية فاذا تمسك النَّصْرَانِي بقوله تَعَالَى ﴿إِنَّا نَحن نزلنَا الذّكر﴾ وَنَحْوه على تعدد الْآلهَة كَانَ الْمُحكم كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿وإلهكم إِلَه وَاحِد﴾ وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا يحْتَمل إِلَّا معنى وَاحِدًا يزِيل مَا هُنَالك من الِاشْتِبَاه اه
وَقد ترك الامام وَالشَّيْخ وَجها آخر من الْمُتَشَابه الَّذين يحْتَاج إِلَى التَّأْوِيل مِمَّا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله على الصَّحِيح وَذَلِكَ وَجه الحكم الْمعينَة فِيمَا لَا تعرف الْعُقُول وَجه حسنه مثل خلق أهل النَّار وترجيح عَذَابهمْ على الْعَفو عَنْهُم مَعَ سبق الْعلم وسعة الرَّحْمَة وَكَمَال الْقُدْرَة على كل شَيْء
وَالدَّلِيل على أَن الْحِكْمَة خُفْيَة فِيهِ تسمى تَأْوِيلا لَهُ مَا ذكره تَعَالَى فِي قصَّة مُوسَى وَالْخضر فان قَوْله ﴿سأنبئك بِتَأْوِيل مَا لم تستطع عَلَيْهِ صبرا﴾ صَرِيح فِي ذَلِك وَهَذَا مُرَاد فِي الْآيَة لِأَن الله وصف الَّذين فِي قُلُوبهم زيغ بابتغائهم تَأْوِيله وذمهم بذلك وهم لَا يَبْتَغُونَ علم الْعَاقِبَة عَاقِبَة الْخَبَر عَن الْوَعْد والوعيد وَمَا يؤول اليه على مَا فسره الشَّيْخ فهم الْجنَّة وَالنَّار وَالْقِيَامَة وَذَات الرب سُبْحَانَهُ كَمَا يبغيها طَالب العيان إِنَّمَا يستقبحون شَيْئا من الظَّوَاهِر بعقولهم يتكلفون لَهَا مَعَاني كَثِيرَة يَخْتَلِفُونَ فِيهَا وكل مِنْهُم يتفرد بِمَعْنى من غير حجَّة صَحِيحَة إِلَّا مُجَرّد الِاحْتِمَال وَرُبمَا خَالف ذَلِك التَّأْوِيل الْمَعْلُوم من الشَّرْع فتأولوه وَرُبمَا استلزم الْوُقُوع فِي أعظم مِمَّا فروا مِنْهُ
وَالَّذِي وضح لي فِي هَذَا وضوحا لَا ريب فِيهِ بِحسن توفيق الله أُمُور
1 / 90