Préférence de la vérité sur la création en réponse aux différends
إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٩٨٧م
Lieu d'édition
بيروت
أما الْأَمر الأول وَهُوَ اخْتلَافهمْ فِي ماهيتهما فَمنهمْ من قَالَ الْمُحكم مَا لَا يحْتَمل إِلَّا معنى وَاحِدًا والمتشابه مَا احْتمل أَكثر من معنى فَهَؤُلَاءِ رجعُوا بالمحكم إِلَى النَّص الْجَلِيّ وَمَا عداهُ متشابه وَعَزاهُ الامام يحيى إِلَى أَكثر الْمُتَكَلِّمين وَطَوَائِف من الحشوية وَمِنْهُم من قَالَ الْمُحكم مَا كَانَ إِلَى مَعْرفَته سَبِيل والمتشابه مَا لَا سَبِيل إِلَى مَعْرفَته بِحَال نَحْو قيام السَّاعَة وَالْحكمَة فِي الْعدَد الْمَخْصُوص فِي حَملَة الْعَرْش وخزنة النَّار وَمِنْهُم من قصر الْمُتَشَابه على آيَات مَخْصُوصَة ثمَّ اخْتلفُوا فَمنهمْ من قَالَ هِيَ الْحُرُوف الْمُقطعَة فِي أَوَائِل السُّور وَمِنْهُم من قَالَ آيَات الشقاوة والسعادة وَمِنْهُم من قَالَ الْمَنْسُوخ وَمِنْهُم من قَالَ الْقَصَص والامثال وَمِنْهُم عكس فَقَالَ الْمُحكم آيَات مَخْصُوصَة وَهِي آيَات الْحَلَال وَالْحرَام وَمَا عَداهَا متشابه إِلَى غير ذَلِك حكى الْجَمِيع الامام يحيي فِي الْحَاوِي وَاخْتَارَ أَن الْمُحكم مَا علم المُرَاد بِظَاهِرِهِ بِدَلِيل عَقْلِي أَو نقلي والمتشابه بِهِ مَا لم يعلم المُرَاد مِنْهُ لَا على قرب وَلَا على بعد مثل قيام السَّاعَة والاعداد المبهمة
وَقَالَ شيخ الاسلام ابْن تيمة فِي الْقَاعِدَة الْخَامِسَة من جَوَاب الْمَسْأَلَة التدبيرية إِنَّا نعلم مَا أخبرنَا الله تَعَالَى بِهِ من وَجه دون وَجه لقَوْله تَعَالَى ﴿أَفلا يتدبرون الْقُرْآن﴾ وَهَذَا يعم الْمُحكم والمتشابه وَجُمْهُور الْأمة على أَن الْوَقْف عِنْد قَوْله تَعَالَى ﴿إِلَّا الله﴾ وَهُوَ الْمَأْثُور عَن أبي ابْن كَعْب وَعبد الله بن مَسْعُود وَعبد الله بن عَبَّاس وَغَيرهم وَعَن مُجَاهِد وَطَائِفَة أَن الراسخين يعلمُونَ تَأْوِيله وَلَا مُنَافَاة بَين الْقَوْلَيْنِ عِنْد التَّحْقِيق فالتأويل على ثَلَاثَة وُجُوه الأول كَلَام الْأُصُولِيِّينَ وَهُوَ تَرْجِيح الْمَرْجُوح لدَلِيل الثَّانِي أَن التَّأْوِيل هُوَ التَّفْسِير وَهُوَ اصْطِلَاح الْمُفَسّرين كَمَا أَن الأول اصْطِلَاح الاصوليين وَمُجاهد امام التَّفْسِير عِنْد الثَّوْريّ وَالشَّافِعِيّ وَالْبُخَارِيّ وَغَيرهم وَالثَّالِث أَن التَّأْوِيل هُوَ الْحقيق الَّتِي يؤول اليها الْكَلَام لقَوْله تَعَالَى ﴿هَل ينظرُونَ إِلَّا تَأْوِيله يَوْم يَأْتِي تَأْوِيله﴾ فَتَأْوِيل أَخْبَار الْمعَاد وُقُوعهَا يَوْم الْقِيَامَة كَمَا قَالَ فِي قصَّة يُوسُف لما سجد أَبَوَاهُ وأخوته ﴿هَذَا تَأْوِيل رُؤْيَايَ من قبل﴾ وَمِنْه قَول عَائِشَة رَضِي الله
1 / 88