والحبر الهُمام شهاب الدِّين، بركة المسلمين، علم الأداء، وقدوة الأئمة القرَّاء، وحامل لواء الإِقراء". وقال في موضع: "كان خيِّرًا، متواضعًا، متقشِّفًا، سهلًا، ليِّن الجانب ...، عارفًا بطرق القراءات ذاكرًا لها إلى حين وفاته".
* لم أقف له على مؤلَّف.
٣/ ٣ - أبو السَّعادات سعد الدِّين ابن الدِّيري (٧٦٨ - ٨٦٧ هـ) (^١): هو قاضي القضاة بمصر، أحد المعمَّرين، سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد الدِّيري، النابلسي الأصل، المقدسي، نزيل القاهرة، الحنفي، المعروف بـ "ابن الدِّيري". وصفه السَّخَاوي بقوله: "شيخنا القاضي سعد الدِّين، شيخ المذهب، وطراز علمه المذهَّب، العالم الكبير، وحامل لواء التفسير" (^٢).
كان إمامًا، عالمًا، علَّامة، جبلًا في استحضار مذهبه، قوي الحافظة حتى بعد كبر سنِّه، ذا عناية تامة بالتفسير، لا سيما معاني التنزيل، يحفظ الأحاديث ما يفوق على الوصف، كثرت تلامذته، وتبجَّح الفضلاء من كلِّ مذهب وقطر بالانتماء إليه والأخذ عنه، حتى أخذ الناس عنه طبقةً بعد طبقةً. وألحق الأبناء بالآباء، بل الأحفاد بالأجداد، وقد أخذ عنه المؤلف، وكتب من فوائده ونظمه جملة.
* من مصنَّفاته: "شرح عقائد النَّسفي"، و"الكواكب النيرات في وصول ثواب الطاعات إلى الأموات"، و"السِّهام المارقة في كيد الزَّنادقة".
٤/ ٤ - الزَّين عبد الغني الهيثمي (٨٠٣ - ٨٨٦ هـ) (^٣): هو القارئ عبد الغني بن يوسف بن أحمد بن مرتضي، الزين الهيثمي القاهري الشافعي. أحد من تصدَّى للإقراء والقراءات قديمًا، فأخذ عنه جماعة كبيرة من الأعيان والشُّيوخ. كان عالمًا فاضلًا، متقدِّمًا في التَّجويد.
_________
(^١) انظر ترجمته في: "رفع الإصر" (١/ ٢٤٥ - ٢٤٦)، و"الذيل عليه" (ص ١٢٧ - ١٤٠)، "الدليل الشافي" (١/ ٣١٣)، و"وجيز الكلام" (٢/ ٦٢٣)، و"نظم العقيان" (ص ١١٥)، وشذرات الذهب" (٧/ ٣٠٦).
(^٢) "الضوء اللامع" (٣/ ٢٤٩).
(^٣) انظر ترجمته في: "الضوء اللامع" (٤/ ٢٥٨ - ٢٥٩)، و"وجيز الكلام" (٣/ ٩٣٣)، وفيه تسميته (الهيتمي) بالمثناة، وقد ذكره أيضًا في وفيات سنة (٨٨٧ هـ) بدل (٨٨٦ هـ).
1 / 45