L'Islam en Abyssinie
الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام
Genres
فمن بزوغ فجر القرن الثامن الهجري إلى عهد قريب، ونار الشقاق مستعرة بين الطرفين، وقد وقع على المسلمين فيها شيء كثير من أنواع الظلم والاضطهاد لا يحسن الصبر عليه، فقد انتزعت منهم ممالكهم التي أسسوها بحزم سادتهم، ودافعوا عنها بعزم قادتهم، فقوضت عروشهم منها، وسلبتهم حقوقها الشرعية الموروثة بعد أن خربتها بأيدي جيوشها.
ثانيا:
إن أكثر عدد من المسلمين يقيم في مناطق تعد خارجة عن حدود الحبشة التاريخية، فكان يجب أن يتمتع هذا الشعب بكامل حريته في الدين والاقتصاد والإدارة، فيكون جارة شقيقة لها مثل حقوق جارتها وشقيقتها، لا أن تعاملها معاملة المستعمرات المحتلة قوة واقتدارا.
ثالثا:
إن الأكثرية الساحقة من مسلمي الحبشة، ليس لها بالأحباش الأصليين صلة ما، فالمسلمون الذين يختلفون عن الأحباش من حيث الدين، يختلفون عنهم أيضا في اللغة والعنصر والعادات، وفيهم من أصبح على درجة جليلة من المدنية والثقافة، مما لا يزال الشعب المسيطر عليهم محروما منه.
رابعا:
إن مسلمي الحبشة يقاسون الأمرين على يد أسيادهم الأحباش، وهم مكلفون بإعالة جنود شوى وأمحرا وخدمتهم، بدون أن تمدهم الحكومة بالمساعدات التي ترفع عنهم الظلم والأذى وفداحة الضرائب.
الإمبراطور هيلاسلاسي
للمسلمين بارقة أمل في جلالة الإمبراطور «هيلاسلاسي» في أن يكون النجاشي الثاني، الذي يشملهم بالعدل ويحميهم من جور شعبه، ويكون ذا عطف عليهم كما فعل النجاشي الأول «أصحمة - رضي الله عنه» مع آبائهم المهاجرين الكرام في بدء الإسلام.
أقول ذلك لما أشيع من أنه على إثر زيارة جلالته لمقاطعة «هرر» أبدى استعداده لتحسين حال سكانها المسلمين المساكين، بتخفيف الضرائب التي أثقلت كواهلهم، مع أخذهم بالعطف والرفق، ووعدهم بتحسين حالتهم المادية والمعنوية، وقد ظهر بهذه العاطفة بعد تنكره لهم فيما مضى، وصرحت حكومته بأنه لا فرق بين الرعايا المسلمين والمسيحيين الأحباش أمام قوانين البلاد، التي لا تنظر إلى ما بينهم من الفوارق الدينية.
Page inconnue