L'Islam en Abyssinie
الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام
Genres
فلما رأى المسلمون أن الكفار لاحقون بهم، استشار الإمام أصحاب الرأي في عسكره، فقالوا: «أما نحن، فالقتال بغيتنا ومنانا، ولا نزال نصر لهم على الضرب والطعن والقتال، حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.»
ففرح بهم ودعا لهم، وباتوا يعدون العدة للصباح، فلما أصبحوا خطب فيهم الفقيه «أبو بكر» المكنى «بارشونه»، وبشرهم بالجنة وحذرهم من النار، وتلى عليهم قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .
18
فعند ذلك عبأهم الإمام «أحمد» وصفهم ورتبهم، واصطفت الحبشة، فكانوا سبعة صفوف، فهابهم المسلمون لكثرة عددهم، فأقبل الإمام يثبتهم بدعائه، ويقول: «اللهم اجعل كلا منا صابرا، ولدينك ناصرا.»
ثم قال لعسكره: «اذكروا الله ولا تنظروا إليهم، وانظروا إلى الأرض، واستعينوا بالله عليهم واصبروا، والله معكم وناصركم.»
فلما اقترب الكفار منهم، كانت سحابة من فوقهم تظلهم والمسلمون في حر الشمس، فتضرع الإمام ودعا وقال في دعائه: «هؤلاء أعداء نبيك وأعداء رسلك، يأكلون رزقك ويعبدون غيرك، فتظللهم ونحن المسلمون في حر الشمس.»
فما استتم الإمام كلامه، حتى زالت تلك السحابة عن رءوس الكفرة إلى رءوس المسلمين، وإلى تعبئتهم فكانت تظللهم.
ثم حمل الكفار على المسلمين فاقتتلوا، وحمي الوطيس بينهم إلى وقت العصر.
وخطب الفقيه «أبو بكر» فيهم، وقرأ عليهم قوله تعالى:
Page inconnue