Correction des erreurs d'Abu Ubaid dans l'étrangeté du hadith

Ibn Qutaybah d. 276 AH
51

Correction des erreurs d'Abu Ubaid dans l'étrangeté du hadith

إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث

Chercheur

عبد الله الجبوري

Maison d'édition

دار الغرب الإسلامي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

بأنَّ له صانعًا ومدبّرًا. وإنْ سمّاه بغير اسمه، أو عَبدَ شيئًا دونه ليقرّبه منه عند نَفسه أو وصفه بغير صِفَته أو أضاف إليه ما تعالى عنه علوًّا كبيرًا. قال الله -﷿- (١): ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾. فأراد ﵇: أنَّ كلّ مولود في العالم على ذلك العَهْد وعلى ذلك الإِقْرار الأول، وهو (٢) الفِطْرة، ومعنَى الفِطْرة: ابتداء الخلقة ومنه قول الله ﷿ (٣): ﴿فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾. أي: مبتدئهما، و(٤)، وهي الحنيفيّة التي وَقعَت لأوَّل الخَلْق وجَرت في فَطْر العقول. ثم يُهَوِّدُ اليهود أبناءهم، ويمجّس المجوسُ أبناءهم أي: يعلّمونهم ذلك، وليس الإِقْرار الأول ممّا يقع به حكم أو عليه ثَواب (٥). ألا ترىَ أنَّ الطّفْل من أطْفال المشركين ما كان بين أبَوْيه فهو محكوم عليه بدينهما لا يصلّى عليه إنْ مات. ثم يخرج عن كنفهما إلى مالك من المسلمين فيحكم عليه بدِين مالكه ويُصَلَّى عليه إنْ مات. ومن وراء ذلك علم الله فيه. ويُرْوىَ عن الأوزاعي (٦) أيضًا في تفسير هذا الحديث شبيه بقول حمّاد بن سَلَمة، وفرق ما بيْنَنا وبين أهل القَدَر في هذا

(١) سورة الزخرف، الآية / ٨٧. (٢) ظ: وهي. (٣) سورة الشورى، الآية/ ١١. (٤) ظ: مبتدئها. وينظر: غريب ابن قتيبة ٢/ ٣٥٠، زاد المسير ٦/ ٤٧٢ - ٤٧٣، تفسير القرطبي ١٤/ ٣١٩، وتفسير غريب القرآن / ١٥١، واللسان (ف/ ط/ ر) ٦/ ٣٦٣. (٥) ينظر: تأويل المختلف، وتفسير الطبري ٢١/ ٢٦، القرطبي ١٤/ ٢٥، تفسير الغريب/ ٣٤، والنهاية ٣/ ٤٥٧. (٦) ينظر: فقه الإمام الأوزاعي، جمع وتحقيق الدكتور عبد الله محمد الخليل الجبوري، بغداد.

1 / 58