فقد أوصاك بعدم القتال، فما زال به حتى رده، ودفنوه بالبقيع عند أمه.
وأرسلت جعدة إلى يزيد تطلب ما وعدها به، فأبى ولم يتزوجها.
ومنها: قتل الحسين ﵁:
عن معاذ بن جبل ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "أمسك يا معاذَ وأحصِ، فلما بلغت خمسًا -يعني: من الخلفاء- قال: يزيد، لا بارك الله في يزيد، نُعي إليَّ حسين، وأُتيت بتربته، وأُخبرت بقاتله، والذي نفسي بيده لا يُقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلَّا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم، وسلط عليهم شرارهم، وألبسهم شيعًا".
قُلْتُ: في هذا ذمُّ الذين بايعوه وأخرجوه، ثم أَسلَمُوه إلى العدو ولم يمنعوه.
"واهًا لفراخ آل محمد من خليفةٍ مُستخلف، يقتل خلفي وخلف الخلف، أمسك يا معاذ". قال: فلما بلغت عشرة وقال: الوليد اسم فرعون، هادم شرائع الإسلام، يَبوءُ بدمه رجل من أهل بيته. . ." الحديث.
وقوله: (فلما بلغت عشرة): يحتمل عشرة مع الخلفاء الراشدين، وحينئذ فهو الوليد بن عبد الملك؛ لأنَّ الخلفاء أربعة، والخامس: معاوية، والسادس: يزيد، والسابع: ابنه معاوية، والثامن: ابن الزبير، أو مروان، والتاسع: عبد الملك، والعاشر: الوليد ابنه.
وإن كان عشرة بعد يزيد فهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك؛ لأنه تولى بعد الوليد هذا سليمان أخوه، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد وهشام ابنا عبد الملك، فهؤلاء أربعة، إذا انضموا إلى الخمسة يكونون تسعة، والعاشر الوليد بن يزيد.
ويؤيد هذا الثاني: قوله ﷺ: "يبوء بدمه رجل من أهل بيته"؛ لأنه قتله ابن عمه يزيد بن الوليد، وكذا قوله ﷺ: "سَلَّ الله سيفه فلا إغماد له"؛ لأنهم اختلفوا فَقتلَ بعضهم بعضًا، فغلب عليهم بنو العباس، ومن ثَمَّ قال الزهري: إن تولَّى الوليد بن يزيد فهو هو، وإلَّا فهو الوليد بن عبد الملك.
وجاء من طُرقٍ صَحّح الحاكم بعضها: أنَّ جبريل -وفي رواية: مَلكَ القَطْر- جاء
1 / 64