لم تحمله النساء بعد، وليكونن آخرهم لصاصًا حَرّادِين.
وروى عبد الله بن عمرو ﵄ عن النبي ﷺ قال: "يخرج ناسٌ من المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما قطع قرن نشأ قرن، حتى يكون آخرهم يخرج مع المسيح الدجال".
وعن ابن عمر ﵄: من قَتلهُ الحرورية فهو شهيد.
وعن الحسن قال: لما قَتلَ علي ﵁ الحرورية قالوا: من هؤلاء يا أمير المؤمنين؟ أكفارٌ هم؟ قال: من الكفر فروا. قيل: فمنافقون؟ قال: إنَّ المنافقين لا يذكرون الله إلَّا قليلًا، وهؤلاء يذكرون الله كثيرًا. قيل: فما هم؟ قال: قوم أصابتهم فتنةٌ فعموا فيها وصموا.
ومن بقايا هؤلاء القرامطة، ومنهم: الباطنية، والإسماعيلية، وفتنتهم مشهورة أهلكوا العباد، وأفسدوا البلاد، وستأتي الإشارة إليهم.
ومنها: نزول أمير المؤمنين الحسن بن عليّ لمعاوية ﵄:
روى نُعيم، عن سفيان [بن الليل] قال: أتيت حسن بن عليّ ﵁ بعد رجوعه إلى المدينة، فقلت له: يا هَلاكَ المؤمنين. فكان مما احتج به عَليَّ أن قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لا تذهب الأيام والليالي حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السَّرمِ، ضخم البلعُوم، يأكل ولا يشبع"؛ وهو معاوية، فعلمت أنَّ أمر الله واقع.
وَروى الديلمي عن الحسن بن علي ﵄ قال: سمعت عليًا ﵁ يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك معاوية".
تَنبيْه
قال في "النهاية": السَّرم: الدُّبر. والضخم: العظيم. ومعناه: الشديد الذي يملك الأرض كلها. انتهى
[قوله ﷺ: "يأكل ولا يشبع"] أهو على حقيقته؟ فإن معاوية
1 / 57