ولما وَلّى الزبير ﵁ تبعه عمرو بن جُرْمُوز فقتله، وجاء بسيفه إلى علي ﵁، فأخذه، فنظر إليه، وقال: أما والله؛ لَرُبّ كُربةٍ قد فَرّجها صاحب هذا السيف عن وجه رسول الله ﷺ، واستأذن عليه ابن جُرْمُوز، فأبطأ عليه الإذن. فقال: أنا قاتل الزبير. فقال: أبقتل ابن صفية يُفتخر؟ ! فليتبوأ بالنار، إنه حواري رسول الله ﷺ، سمعت رسول الله ﷺ يقول: "قاتل ابن صفية في النار".
وجاء عمر بن طلحة عليًا ﵁ فقال: مرحبًا يا بن أخي، إني لم أقبض مالكم لآخذه، ولكن خِفْتُ عليه من السفهاء.
انطلق فخذ مَالَكَ، إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير من الذين قال الله فيهم: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾.
ثم أَمَّر ابن عباس ﵄ على البصرة، ورجع إلى الكوفة.
عن عروة قال: قلت لعائشة ﵂: من كان أحب الناس إلى رسول الله ﷺ؟ قالت: علي بن أبي طالب. قلت: ما سبب خروجك عليه؟ قالت: لِمَ تزوج أبوك أمك؟ قلت: ذلك من قدر الله. قالت: وكان ذلك من قدر الله.
وذكر لها مرة يوم الجمل، فقالت: والناس يقولون يوم الجمل؟ قالوا: نعم، قالت: وددت أني جلست كما جلس غيري، فكان أحب إليَّ من أن أكون وُلّدتُ من رسول الله ﷺ عشرة كلهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وعن أبي بكرة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "يخرج قوم هلكى لا يفلحون، قائدهم امرأة، قائدهم في الجنة" رواه البزار، والبيهقي.
وعن أبي البختري قال: سئل علي ﵁ عن أهل الجمل: أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا. قيل: أمنافقون هم؟ قال: إنَّ المنافقين لا يذكرون الله إلَّا قليلًا. قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بَغوا علينا.
1 / 51