Le Guide des Vertueux Vers l'Accord des Lois sur l'Unicité, l'Au-delà et la Prophétie

Al-Shawkani d. 1250 AH
49

Le Guide des Vertueux Vers l'Accord des Lois sur l'Unicité, l'Au-delà et la Prophétie

إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع

Chercheur

جماعة من العلماء بإشراف الناشر

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

Lieu d'édition

لبنان

وَقَوله ﴿وَإِن كُنْتُم فِي ريب مِمَّا نزلنَا على عَبدنَا فَأتوا بِسُورَة من مثله﴾ وَقد كَانَ هَذَا فَإِنَّهُ لم يُعَارض الْقُرْآن معَارض وَلَا جَاءَ بِمثل بعضه أحد لَا من مُسلم وَلَا كَافِر وَلَا من إنس وَلَا جن وَقد نفى سُبْحَانَهُ أَن يَفْعَلُوا ذَلِك كَمَا قَالَ ﴿فَإِن لم تَفعلُوا وَلنْ تَفعلُوا فَاتَّقُوا النَّار الَّتِي وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة﴾ فَأخْبر سُبْحَانَهُ أَنهم لم يَفْعَلُوا وَلم يَقع مَا يُخَالف هَذَا النَّفْي الْمُؤَكّد البته وَقَالَ سُبْحَانَهُ ﴿قل يَا أَيهَا الَّذين هادوا إِن زعمتم أَنكُمْ أَوْلِيَاء لله من دون النَّاس فتمنوا الْمَوْت إِن كُنْتُم صَادِقين﴾ وَقَالَ مُخَاطبا للْيَهُود ﴿قل إِن كَانَت لكم الدَّار الْآخِرَة عِنْد الله خَالِصَة من دون النَّاس فتمنوا الْمَوْت إِن كُنْتُم صَادِقين وَلنْ يَتَمَنَّوْهُ أبدا بِمَا قدمت أَيْديهم وَالله عليم بالظالمين﴾ وَقد كَانَ هَذَا فَإِنَّهُ لم يسمع أَن يَهُودِيّا تمنى الْمَوْت إِلَى هَذِه الْغَايَة فَإِن الْيَهُود الْمَوْجُودين على ظهر البسيطة إِذا قَالَ لَهُم قَائِل تمنوا الْمَوْت لم يَتَمَنَّوْهُ أبدا وَلَا يساعد على ذَلِك وَاحِد مِنْهُم قطّ وَقَالَ سُبْحَانَهُ ﴿لتدخلن الْمَسْجِد الْحَرَام إِن شَاءَ الله آمِنين مُحَلِّقِينَ رؤوسكم وَمُقَصِّرِينَ لَا تخافون فَعلم مَا لم تعلمُوا فَجعل من دون ذَلِك فتحا قَرِيبا﴾ وَوَقع هَذَا كَمَا أخبر بِهِ سُبْحَانَهُ فَدَخَلُوا الْمَسْجِد الْحَرَام آمِنين مُحَلِّقِينَ وَمُقَصِّرِينَ كَمَا وعدهم وَهَذَا قَوْله سُبْحَانَهُ ﴿إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح وَرَأَيْت النَّاس يدْخلُونَ فِي دين الله أَفْوَاجًا فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا﴾

1 / 51