Les victoires islamiques dans la révélation des suspicions du christianisme

Najm Din Tufi d. 716 AH
86

Les victoires islamiques dans la révélation des suspicions du christianisme

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

Chercheur

سالم بن محمد القرني

Maison d'édition

مكتبة العبيكان

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩هـ

Lieu d'édition

الرياض

على أبي بكر- ﵁ وهو ضعيف. أما أولا فلقوله- ﷿: أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ فقد أنزلت عليه السكينة، مع ما ذكروه من عدم مفارقتها له، ولا اقتناع من أن يزاد سكينة على سكينة، ونورا على نور. وأما ثانيا فلأن ذلك يقتضي أن الضمير في وأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها لأبي بكر أيضا، وهو خلاف الظاهر بل القاطع، ولا أظن أحدا قال بذلك. أما الشيعة فطعنوا على أبي بكر- ﵁ من الآية بوجه واحد وهو قوله: (لا تَحْزَنْ) دل ذلك على أنه حزن لأجل طلب الكفار لهما، مع أنه مع رسول الله، بعين الله، تحت رعاية الله، وقد سمع النبي ﷺ يخبر بأنه سيظهر على أعدائه، ويظهر دينه على جميع الأديان، فحزن أبي بكر والحالة هذه إما شك في هذا الخبر، أو ضعف منه وخور. قالوا: وإنما الشجاع المؤمن، واللبيب الموقن: علي بن أبي طالب- ﵁ حيث كان نائما على فراش النبي ﷺ معرضا نفسه من أيدي الكفار لشرب كئوس الحمام «١»، فما شك وما خار، ولا تبلد ذهنه ولا جار!. وأجاب أهل السنة بأن حزن أبي بكر- ﵁ لم يكن ضعفا ولا شكا، وإنما كان رقة غالبة، وشفقة على النبي ﷺ، ولو كان ذلك عن شك أو ضعف لكان أولى ما صدر منه يوم بدر حين قال النبي ﷺ: «اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد» وأخذ أبو بكر بردائه يقول:" كفاك مناشدتك ربك، إن شاء الله سينجز لك ما وعدك «٢» " وهذا غاية الشجاعة والإيمان،

(١) الحمام: قضاء الموت وقدره. يقال نزل به حمامه: أي قدره وموته. (انظر لسان العرب ١٢/ ١٥١، ومختار الصحاح ص ١٥٧). (٢) أخرجه الإمام مسلم في كتاب الجهاد، باب الامداد بالملائكة في غزوة بدر حديث ٥٨، والترمذي في تفسير سورة الأنفال، وأحمد في المسند ١/ ٣٠، ٣٢، ١١٧.

1 / 95