41

La Victoire des Partisans du Hadith

الانتصار لأصحاب الحديث

Chercheur

محمد بن حسين بن حسن الجيزاني

Maison d'édition

مكتبة أضواء المنار

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

Lieu d'édition

السعودية

وَكَذَلِكَ فِي كثير من الْأَخْبَار الَّتِي قضيتها الْعلم تُوجد بَين النَّاس فَيحصل لَهُم الْعلم بذلك الْخَبَر وَمن رَجَعَ إِلَى نَفسه علم ذَلِك وَاعْلَم أَن الْخَبَر وَإِن كَانَ يحْتَمل الصدْق وَالْكذب وللظن والتجوز فِيهِ مدْخل لَكِن هَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ لَا يَنَالهُ أحد إِلَّا بعد أَن يكون مُعظم أوقاته وأيامه مشتغلا بِعلم الحَدِيث والبحث عَن سيرة النقلَة والرواة ليقف على رسوخهم فِي هَذَا الْعلم وكنه معرفتهم بِهِ وَصدق ورعهم فِي أَحْوَالهم وأقوالهم وَشدَّة حذرهم من الطغيان والزلل وَمَا بذلوه من شدَّة الْعِنَايَة فِي تمهيد هَذَا الْأَمر والبحث عَن أَحْوَال الروَاة وَالْوُقُوف على صَحِيح الْأَخْبَار وسقيهما وَلَقَد كَانُوا ﵏ وَأنزل رضوانه عَلَيْهِم بِحَيْثُ لَو قتلوا لم يسامحوا أحدا فِي كلمة يتقولها على رَسُول الله ﷺ وَلَا فعلوا هم بِأَنْفسِهِم ذَلِك وَقد نقلوا هَذَا الدّين إِلَيْنَا كَمَا نقل إِلَيْهِم وأدوا على مَا أُدي عَلَيْهِم وَكَانُوا فِي صدق الْعِنَايَة والاهتمام بِهَذَا الشَّأْن بِمَا يجل عَن الْوَصْف وَيقصر دونه الذّكر وَإِذا وقف الْمَرْء على هَذَا من شَأْنهمْ وَعرف حَالهم وَخبر صدقهم وورعهم وأمانتهم ظهر لَهُ الْعلم فِيمَا نقلوه وَرَوَوْهُ وَلم يحْتَج إِلَى شَيْء من هَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ وَالله ولي التَّوْفِيق والمعونة

1 / 41