قوله: "في جواب ابن الشِّحنة١ وينبغي الدعاء عندها".
أقول: هذا بدعة قطعًا فالزيارة النبوية التي كان يفعلها ﵌ عند زيارة الصالحين كعمه حمزة وسائر الشهداء وغيرهم أن يقولوا "السلام عليكم دار قوم مؤمنين ورحمة الله وبركاته" وفي بعضها "نسأل الله لنا ولكم العافية"٢، فالدعاء بطلب الحاجات عند قبر الميت كلام في غير محل السؤال، فإنَّ محله التوسل وهذا شيء آخر هو أن محل قبره٣ مما يستجاب فيه الدعاء.
والحاصل أنَّ زيارة الأموات التي شرعها الله لعباده تكون بثلاثة أمور:
الأول: تذكر الآخرة والاعتبار والاتعاظ كما أفاده قوله ﵌: "زوروا القبور فإنَّها تذكر بالآخرة" ٤.
والثاني: الإحسان إلى الميت كما يحسن إلى الحي بزيارته فإنَّه إذا زاره وأهدى إليه هدية من صدقة أو دعاء واستغفار سر به وفرح، ولذا كان ﵌ يسلم عليهم ويدعو لهم بالعافية والرحمة كما يسر الحي ويفرح به إذا زاره وأهدى إليه هدية.
_________
١ هو أبو الوليد محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي بن أيوب بن الشِّحنة محمود، يعرف بابن الشِّحنة نسبة إلى جدّه الأعلى محمود، التركي الأصل، الحلبي، الحنفي. ت٨١٥؟.انظر: شذرات الذهب لابن العماد (٧/١١٣) .
٢ روى مسلم في صحيحه (٢/٦٧١) عن بريدة ﵁ قال: "كان رسول الله ﷺ يعلِّمهم إذا خرجوا إلى المقابر، فكان قائلهم يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنَّا إن شاء الله بكم للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية".
٣ في (ب) "أن محله غيره" وهو تصحيف.
٤ رواه مسلم في صحيحه (٢/٦٧١) وابن ماجه (١/٥٠٠) عن أبي هريرة ﵁، واللفظ لابن ماجه.
1 / 98