﵌ أمته ذلك فإنَّه قد علمهم كلَّ خير ونهاهم عن كلِّ شر، فإنَّه علمهم صلاة الاستخارة، وأذكار الصباح والمساء والدعوات عند العوارض من الهم والغم والأخواف١؛ بل قال لهم: "من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي" ٢ الحديث، فعلمهم التأسية عند المصايب، ولم يأت عنه حرفٌ أنَّه قال: من نزل به أمر فليستغث بي. وقد نهى العلماء عن هذه البدعة والضلالة وبينوا أنَّها حرامٌ.
قال أبو حنيفة: "لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، فلا يقول أسألك بفلان وفلان وبملائكتك أو بأنبيائك أو نحو ذلك لأنَّه لاحق للمخلوق على خالقه"٣. قال ابن عبد السلام: إنَّه لا يجوز سؤال الله بشيء من مخلوقاته لا الأنبياء ولا غيرهم إلا أنَّه توقف في نبينا صلى الله
_________
١ ينظر في هذا كتب الأذكار؛ كالأذكار للنووي، والكلم الطيب لابن تيمية، والوابل الصيب لابن القيم، وتحفة الذاكرين للشوكاني وغيرها.
٢ روى ابن سعد في الطبقات (٢/٢٧٥) والدارمي في السنن (١/٤٣) عن عطاء بن أبي رباح مرفوعًا: "إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنَّها أعظم المصائب". وصححه الألباني. انظر: السلسلة الصحيحة (٣/٩٧) .
ورواه ابن السنيّ في عمل اليوم والليلة (ص:٢٧٥) من حديث بريدة ﵁ باللفظ الذي ذكره المصنف.
وقد نظم أحدهم هذا المعنى ببيت من الشعر فقال:
وإذا ذكرت مصيبة تسلو بها
فاذكر مصابك بالنبي محمد٣ انظر النص: مع التعليق عليه في قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لابن تيمية (ص:٨٢ وما بعدها) .
1 / 93